لماذا لا يُورّث الحب؟


بقلم- أمل المصري
في بعض البيوت، لا يُقال "أحبك" لا تُمنح وردة، لا يُسرَد شوق، ولا يُحتفى بلقاء،فقط صمتٌ روتيني، طقوس يومية وخبزٌ يُقطع على مائدة باردة.
كبرت الفتاة ولم ترَ أباها يحتضن أمها لم تسمع ضحكتهما تتعانق، ولا رأته يغازلها ولو بنظرة، كانت العلاقة بينهما صلبة محترمة، لكنها تخلو من اللمعة التي تجعل الحياة حياة.
تزوجت الفتاة وصارت زوجة لكنها لم تعرف كيف تُحب، ولا كيف تُحبّب نفسها، العلاقة واجبًا، والحنان ترفًا لا وقت له، لم تفهم لماذا لا تشتعل شرارة، ولا تدوم نار.
اقرأ أيضاً
الضغوط الصغيرة.. عبء يومي خفي يهدد صحتنا النفسية
بوتين: عاجلا أم آجلا سيتم استعادة العلاقات بين روسيا والدول الأوروبية
الفتنة الطائفية ودهاء السياسة: كيف تُشعل الكراهية حربًا تخدم واشنطن وتستنزف بكين؟
سحب عصائر شهيرة من الأسواق الأمريكية بسبب مخاطر صحية
عاجل.. المعارضة التركية تطلق حملة لسحب الثقة من أردوغان
سحب منتجات شامبو شهيرة ملوثة ببكتيريا قد تشكل خطرا صحيا
قرار صادم.. النصر مهدد بسحب ثلاث نقاط من رصيده في الدوري السعودي
عاجل.. مصر ترحب بإتمام مفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان
الجيش الصومالي يحبط هجوما إرهابيا وسط البلاد
مصري يستعد لدخول موسوعة غينيس بسحب جرار قطار يزن 279 طنا
كوريا الجنوبية تتوصل لاتفاق بشأن العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
محمد حماقي يطمئن جمهوره: ربنا ما يخض حد على حبايبه أبدا
وفي المقابل كان زوجها قد تربى في بيت لم يعرف الحنان، كان أبوه يعول لا يُقبّل، يحب بصمت ولا يعرف كيف يقول "وحشتيني" ولا كيف يسمعها.
وهكذا أصبحنا نعيش في مجتمعات لا تُعلّم الحب، بل تُورّث الخجل منه.
يُقال لنا إن المشاعر ضعف وإن العاطفة تُكسر الهيبة.
فتكبر البيوت على جفاف ويكبر الأطفال على صمت ويصبح الحب فعلًا مرتبكًا، غريبًا يثير الريبة أكثر مما يثير الأمان.
لكن الأمر لا يتوقف عند حدود البيت.
حين لا نتعلم كيف نحب نُصبح أكثر استعدادًا للكره.
حين لا نُدرَّب على الاحتواء نُتقن الإقصاء.
حين لا نسمع كلمات حنونة تتراكم بداخلنا قسوة لا نعرف كيف خرجت.
لهذا نرى اليوم لغة العنف صارت أعلى صوتًا من لغة الحنان، لا في البيوت فقط بل في الشوارع والمدارس..في العالم.
كبرت الكراهية كما كبر الصمت، وتحولت المساحات التي كان يمكن أن تكون دفئًا إلى ميادين باردة ومشحونة على وشك الانفجار.
الحب لا يُورث لكنه يُكتسب ويبدأ من تفاصيل صغيرة.. لمسة يد، كلمة دعم، ضحكة صافية على وجه أم، نظرة تقدير في عيون أب.
لو أردنا أن نُطفئ نار الكراهية، لا نحتاج فقط قوانين، بل حاجتنا الكبرى إلى بيت يُحب أمام أطفاله.
إلى رجل لا يخجل أن يقول "أنا أحبها"، وامرأة لا تخجل أن ترد "وأنا أيضًا".
ربما عندها نكسر هذا الميراث القاسي ونُربي جيلًا لا يحتاج أن يتعلم الحب من أغنية.. بل من حضن.