• 17 محرّم 1447
  • 13 يوليو 2025

منوعات

حكايات الشارع التونسي بين التغيير وتحديات اليوم

ميداني

يمر الشارع التونسي بمرحلة تبدو غير مسبوقة من التحول، حيث تتداخل التفاصيل اليومية للناس مع تغيرات اجتماعية واقتصادية متسارعة.

كل زاوية تحمل حكاية، من عامل يسعى لتأمين قوت يومه إلى شاب يحلم بفرصة أفضل وسط واقع مليء بالتحديات.

في هذا المقال نقترب أكثر من هذه القصص الواقعية ونرصد كيف يواجه التونسيون تقلبات الحياة الحديثة، محافظين على ملامحهم وروحهم الأصيلة رغم كل الظروف.

سنكشف جوانب الأمل والإبداع والصمود في قلب الشارع، لنفهم معاً كيف يصنع الناس مستقبلهم بأيديهم.

كيف غيّرت الفرص الرقمية حياة الشباب في الشارع التونسي

في السنوات الأخيرة، مرّ الشارع التونسي بتحولات واضحة لم يكن من السهل تجاهلها.

أصبحنا نلاحظ تبدل أنماط الحياة اليومية، ليس فقط في طريقة اللباس أو التواصل، بل حتى في التفاصيل الصغيرة مثل أسلوب التنقل أو طرق قضاء أوقات الفراغ.

تزايد الاعتماد على الحلول الذكية والمنصات الرقمية ليبحث الكثير من الشباب عن فرص دخل جديدة خارج المسارات التقليدية.

واحدة من الظواهر اللافتة هي إقبال فئة واسعة على مجالات مثل ألعاب لربح المال في تونس.

هذه الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد وسيلة ترفيه، بل أصبحت عند البعض مصدر دخل إضافي أو حتى رئيسي.

كثيراً ما تسمع شباباً يتبادلون نصائح حول أفضل التطبيقات ومواقع الربح، وكأنها جزء من حديث المقاهي اليومية.

اللافت أن هذه البدائل الرقمية جعلت الشباب أكثر إصراراً على تجريب كل جديد لتحقيق استقلالية مالية أكبر، خاصة مع صعوبة إيجاد عمل تقليدي مستقر.

هذا التوجه عزز روح المبادرة والإبداع، حيث بدأنا نشاهد مبادرات فردية مثل إنشاء مشاريع صغيرة عبر الإنترنت أو بيع منتجات وخدمات رقمية مباشرة للزبائن.

حتى مفهوم العمل أصبح مرناً: هناك من يعمل من منزله أو مقهى الحي ويتعامل مع زبائن خارج حدود تونس عبر الإنترنت.

هذه التحولات ليست مقتصرة على الربح المالي فقط؛ فقد تغيّر أيضاً نمط الاستهلاك والتفاعل الاجتماعي، إذ اتسع مجال العلاقات ليشمل منصات التواصل والجماعات الافتراضية إلى جانب الدوائر التقليدية في الحي أو السوق الشعبي.

ملخص: اليوم أصبح الشارع التونسي عنواناً لتجربة جيل يحاول إعادة تعريف النجاح والاعتماد على النفس بوسائل جديدة كل يوم. كثير من المراهقين والشباب يرون في الفرص الرقمية نافذة أمل وتحدياً يستحق المغامرة.

تحديات الحياة اليومية: بين الأمل والصمود

رغم الزخم الذي عرفه الشارع التونسي من تحولات، تزداد الضغوط على المواطنين يومياً.

ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية باتا حديث المقاهي والأسواق، بينما تتزايد صعوبات الحصول على عمل كريم لكثير من الشباب.

ومع ذلك، يبتكر الناس وسائل جديدة للتأقلم: بعضهم يعتمد على الاقتصاد المنزلي أو الأعمال الصغيرة، وآخرون يلجؤون إلى التعاون العائلي والمبادرات التضامنية لتقاسم الأعباء.

ما يميز الشارع التونسي حقاً هو هذا المزج بين الصبر وحب الحياة، فحتى في أصعب الفترات تجد الابتسامة لا تغيب عن وجوه الناس في انتظار فرصة جديدة أو غد أفضل.

البطالة والعمل غير الرسمي: حلول من الشارع

نقص فرص العمل دفع آلاف الشباب إلى التفكير خارج الصندوق بحثاً عن مصدر دخل ثابت.

انتشرت مشاريع صغيرة مثل عربات القهوة وعروض المنتجات المحلية في الأحياء والأسواق، حيث يعتمد الكثيرون على مهاراتهم الشخصية أو تعلموا مهنة يدوية تؤمن لهم دخلاً يومياً حتى لو كان محدوداً.

في تجربة شخصية مع بعض الشباب في العاصمة، أخبرني أحدهم أنه حول شغفه بالرسم إلى مصدر رزق عبر بيع لوحات صغيرة وزينة يدوية في الفضاءات العامة ومواقع التواصل الاجتماعي.

انتشار العمل غير الرسمي خلق أيضاً بيئة فيها قدر من المرونة والابتكار رغم غياب الحماية القانونية أحياناً، لكن روح المثابرة تسود وتدفع الكثيرين للاستمرار وتوسيع مشاريعهم تدريجياً.

التضامن الاجتماعي والمبادرات الشعبية

في مواجهة الأزمات الاقتصادية ظهرت موجة قوية من المبادرات المحلية التي يقودها شباب وجمعيات لدعم الأسر الأكثر هشاشة.

من الأمثلة البارزة حملات توزيع الغذاء والملابس في رمضان أو أيام البرد القارس، إضافة لصناديق التبرع الجماعية التي انتشرت في العديد من المدن التونسية مؤخراً.

بحسب مبادرة التضامن الوطني 2023، ساهمت برامج الحماية الاجتماعية المدعومة حكومياً وجمعوياً بتقديم مساعدات مالية وغذائية مباشرة للأسر الفقيرة ما خفف عبء الغلاء وقلل نسب الانقطاع المدرسي بين الأطفال.

هذه المبادرات تعكس قوة التضامن المجتمعي وروح العمل الجماعي حتى دون موارد ضخمة، وغالباً ما تنطلق من فكرة بسيطة لكنها تحدث أثراً حقيقياً يشعر به الجميع في الحي أو القرية.

الشارع التونسي بين الأصالة والتجديد الثقافي

المشي في الشارع التونسي يمنحك شعوراً بأنك تسير بين زمنين، حيث تتعايش العادات القديمة مع أنماط الحياة الحديثة.

هذا المزيج لا ينتج صراعاً بقدر ما يصنع طابعاً خاصاً يعكس مرونة المجتمع وقدرته على التكيف مع كل جديد.

جيل الشباب اليوم لا يكتفي بتكرار ما ورثه من الأجيال السابقة، بل يعمل على إعادة تفسير التراث وتلوينه بروح العصر.

تظهر مظاهر التجديد بوضوح في الفنون الحضرية والموسيقى وحتى طريقة اللباس والكلام، فتصبح الجدران مسرحاً لأفكار جديدة وتطلعات جريئة.

وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي زادت من مساحة الانفتاح، إذ جعلت الثقافة التونسية جزءاً من نقاشات أوسع وأكسبت الشباب ثقة أكبر في التعبير عن أنفسهم.

الفن الحضري وصوت الشباب

خلال السنوات الأخيرة، أصبحت الجداريات والرسوم على الجدران جزءاً من المشهد اليومي في العاصمة والأحياء الشعبية.

شخصياً لاحظت كيف تحولت بعض الزوايا المهملة إلى لوحات نابضة بالحياة، تحمل رسائل اجتماعية أو حتى سخرية سياسية خفيفة تمثل نبض الشارع.

الكثير من الشباب يعتبر فن الشارع وسيلة للتمرد على الواقع وكسر الجمود الذي تفرضه الظروف الاقتصادية والسياسية.

هناك تجارب ناجحة لفنانين صغار استطاعوا جذب الأنظار محلياً ودولياً بأعمالهم التي توثق أحلام جيلهم أو تعالج قضايا مثل البطالة والهجرة وحلم السفر للخارج.

حتى الموسيقى تأثرت بهذا المدّ، فأصبحت أغاني الراب والتراب هي صوت الشارع الأول، مع كلمات بسيطة لكنها صادقة تعبّر عن مشاعر الغضب أو الأمل أو السخرية من اليوميّات التونسية.

تأثير الإعلام الرقمي على الثقافة اليومية

من خلال متابعة سريعة لمنصات مثل إنستغرام وتيك توك وفيسبوك يمكن ملاحظة تحول الذوق العام لدى الشباب بشكل واضح جداً خلال سنوات قليلة فقط.

لم يعد التأثر يقتصر على الأزياء أو الأغاني بل امتد ليشمل اللغة والمصطلحات وحتى القيم وأنماط التفكير الجماعي.

دراسة استخدام الإعلام الرقمي بتونس 2024 كشفت عن زيادة كبيرة في استهلاك وسائل التواصل لدى الشباب واحتلال تونس المرتبة الرابعة إفريقياً في هذا المجال.

هذا الحضور الرقمي القوي خلق نماذج جديدة للتفاعل ونشر ثقافة رقمية لها انعكاس مباشر على الموسيقى والموضة وطريقة التفكير وحتى إطلاق مبادرات اجتماعية افتراضية ثم تنفيذها واقعياً مثل حملات النظافة الجماعية أو الدعم الخيري عبر الإنترنت.

ملاحظة: هذا التأثير لم يلغِ خصوصية الثقافة المحلية بل صنع توازناً بين الانفتاح العالمي والهوية الوطنية المتجددة باستمرار.

آفاق المستقبل وتطلعات الشارع التونسي

رغم المشكلات اليومية والضغوط الاقتصادية، يظل الشارع التونسي ينبض بأمل لا ينكسر.

هذا الأمل يظهر في قدرة الشباب والعائلات على ابتكار حلول واقعية، سواء عبر مشاريع صغيرة أو تطوير مهارات جديدة.

تطلعات الجيل الصاعد واضحة: بناء مستقبل أكثر استقراراً وتحقيق تغيير ملموس يحسن حياتهم وحياة أسرهم.

دور التعليم وريادة الأعمال أصبحا محورياً لتحقيق هذه الطموحات، إذ يبحث الجميع عن مسار يوفر لهم الاستقلالية والكرامة المهنية.

ريادة الأعمال والشباب

في السنوات الأخيرة، لاحظت تحركاً لافتاً بين الشباب نحو إطلاق مشاريع صغيرة تلبي احتياجات السوق المحلي.

بعض هذه المشاريع انطلق من أفكار بسيطة للغاية وتحول لمصدر دخل حقيقي.

من الأمثلة التي انتشرت بين 2023 و2024 نجاح مشروع مشروع الشموع العطرية للبنات.

شابات تونسيات استطعن تحويل فكرة منزلية لصناعة الشموع إلى مشروع يباع عبر الإنترنت، معتمدات على التسويق الرقمي وبساطة التكاليف.

ما يعجبني هنا هو مدى سرعة تكيف الشباب مع التغيرات الرقمية وخلق فرص رغم قلة الإمكانيات، وهو ما يعكس عقلية ريادية متجددة وشجاعة في مواجهة التحديات.

التعليم والتكوين المهني بوابة الأمل

كثير من العائلات والشباب يعتبرون التعليم مفتاحاً أساسياً لأي تغيير حقيقي في تونس اليوم.

لاحظت اهتماماً متزايداً بدورات التكوين المهني وتعلم مهارات جديدة مثل البرمجة أو حرف يدوية يحتاجها السوق المحلي أو الخارجي.

هذه الدورات تفتح أبواب عمل لم تكن متاحة سابقاً وتمنح الشباب أدوات عملية للاندماج سريعاً في سوق العمل أو بدء مشروعاتهم الخاصة.

الأمل بالنسبة لهم ليس مجرد شعار بل خطوات واضحة نحو اكتساب معرفة تؤهلهم لمستقبل أفضل وأكثر استقراراً مهما كانت العقبات الحالية.

خاتمة: الشارع التونسي بين التحدي والإبداع

الشارع التونسي ليس مجرد مكان، بل مساحة تعكس إرادة الناس وقدرتهم على تجاوز الصعوبات مهما اشتدت.

رغم كل التغيرات والضغوط اليومية، يظهر الإبداع في أبسط التفاصيل، من المبادرات الشعبية إلى الحوارات اليومية بين الجيران.

يبقى الأمل في قلوب الجميع، مع إيمان راسخ بأن كل تحدٍ يحمل في طياته فرصة جديدة للتجدد والنمو.

في النهاية، يثبت التونسيون يومًا بعد يوم أن روح التعاون والابتكار هي سر استمرار الحياة وسط كل التحولات.

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8414 30.9386
يورو 33.1144 33.2311
جنيه إسترلينى 38.6967 38.8310
فرنك سويسرى 34.9241 35.0499
100 ين يابانى 20.5514 20.6202
ريال سعودى 8.2235 8.2498
دينار كويتى 100.0858 100.4336
درهم اماراتى 8.3968 8.4239
اليوان الصينى 4.2869 4.3013

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 4,114 شراء 4,149
عيار 22 بيع 3,771 شراء 3,803
عيار 21 بيع 3,600 شراء 3,630
عيار 18 بيع 3,086 شراء 3,111
الاونصة بيع 127,954 شراء 129,021
الجنيه الذهب بيع 28,800 شراء 29,040
الكيلو بيع 4,114,286 شراء 4,148,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 06:42 مـ
17 محرّم 1447 هـ13 يوليو 2025 م
مصر
الفجر 03:20
الشروق 05:03
الظهر 12:01
العصر 15:37
المغرب 18:59
العشاء 20:30

استطلاع الرأي