نمطية الرجولة الكامنة في البيضة المقدسة!
أمل المصريميدانيعريض المنكبين ضخم الجثة مفتوح الفاتحات .. شلولح، أصدق ما قالة النجم عادل أمام في وصف الصورة النمطية لمعايير الجمال عند الرجل في مجتمعنا الذي وضع إطاراً جامداً للجمال، فيحدّد وفقًا لمعايير معيّنة من هو جميل و(شلولوح) ومن هو (قبيح)، ومن لا يمتلك هذه المعايير يتم التعامل معه على أنّه أقل جمالاً، ويسهل الحكم عليه ويجري تحطيمه معنويًا من خلال كلمات ونظرات جارحة.
وفي اليوم العالمي للرجل سوف نفتح ملف نمطية معايير الوسامة والفحولة من وجه نظهر المجتمع العربي
بالطبع الضغط الذي يُمارس على النّساء تحديدًا هو أكبر ولكننا هنا سنتحدث عن الضغط الذي يمارس على الرجل منذ الصغر لأن المجتمع لم يضع معايير لحُسنه فقط بل ولمستوي رجولته.
ففي مجتمعنا معايير الجمال عند الرجل تتمثل في طول القامة وعرض الكتفين، فهناك صورة نمطية في أذهننا بأن الرجل عريض المنكبين يستطيع احتواء واحتضان زوجته وتأمين حياة كريمة وسعيدة لها، بل ويكتسب أصحاب الاكتاف العريضة الهيبة ويظن الكثير بأنهم أقوي من غيرهم، والشاب لا يكون جذابا إلا إذا كان قاسيا ومتمردا.
اقرأ أيضاً
- ليلة بكى فيها الزعيم .. ذكرى وفاة مصطفى متولي
- يسرا: تركي آل الشيخ حقق حلمي.. ونفسي عادل إمام يقدم مسرحية في السعودية
- عادل إمام عن طفولته مع والده: كان بيعذبني عشان الصلاة
- محمد عادل إمام يوجه رسالة خاصة للفنانة مي عز الدين
- محمد إمام يشيد بشخصية أحمد عبدالحميد في كوبرا.. ماذا قال
- ينتج فيلم جديد .. حقيقة إصابت الفنان عادل إمام بالزهايمر
- حقيقة وفاة الفنان الكبير عادل إمام | تغطية خاصة
- ”أنا كبير”.. تفاصيل خلاف طلعت زكريا مع الزعيم عادل إمام
- عادل إمام يتقدم المعزين في عزت أبو عوف
- عرض مسلسل «فالنتينو» لعادل إمام في رمضان 2020
- في عيده الـ 79.. الشاشة تفتقد زعيمها عادل إمام
- صناع الفن والنقاد يوجهون رسائل لعادل إمام
وهذا فقط لمجرد وجود المظهر الذي ترسخ في أذهاننا منذ الصغر سواء بسبب التربية الخاطئة أو الصورة التي أخذت من وسائل الإعلام.
تلك الصورة لا تنطبق على الطفل "علي" الذي لم يبلغ من العمر العشر سنوات فهو اقل حجما واقصر قامة من أقرانه الذين بمثل عمره، ضعيف البنية ووجهه نحيل، ورغم إن "علي" طفل ذكي ويتميز بكثير من المواهب واخلاقيات الرجل الحقيقي، إلا أن هذا لم يشفع له أمام تعليقات ونظرات الكثيرين الذين يسألون والدته نفس السؤال كلما رأوه "هو قّله كده ليه".
والد علي بمعايير المجتمع رجل مفتول العضلات طويل القامه خمري اللون، وهذا ما يثير تساؤلات الطفل نفسه (ماما.. أنا ليه مش جميل وطويل زي بابا)؟!.
وبالرغم من محاولات أسره علي لتعزيز ثقته بنفسه والبحث عن مهاراته، إلا أن كل هذه الجهود كانت تتحسس الظلام الذي يحاوط الطفل وتغلغل في اعماقه بسبب المجتمع.
الآن والدة علي أمام موقف لا تحسد عليه بعدما قال لها طفلها: (أنا مش عاوز أعيش في الدنيا دي ياماما، ومش عاوز أكبر ومبحبش اصحابي اللي بيتريقوا عليا رغم إني اشطر منهم ، انا عاوز أروح الجنة ، انا كده هبقي مرتاح أكثر).
علي الآن يخضع لمحاولات للعلاج وفهم ما بداخله من اكتئاب وتصحيح مفاهيم كثيرة حول اختلاف معايير جمال الشخص ولكن كم علي في مجتمعنا اٌتِيحت له فرصة العلاج؟!.
ولتحدي معايير الجمال في مجتمعنا وإعادة تعريفها لابد من التركيز على جمال الشخصية والأخلاق، وتشجيع المجتمع على التقييم بناءً على معايير مختلفة عن الشكل الخارجي فحسب ، هذا بالطبع مع وجود دور الإعلام للعمل على تمثيل مختلف أنواع الجمال والأجسام لتغير الصورة النمطية عن البطل الوسيم في أذهاننا.
ولا نغفل دور تغيير سياسات المدارس والشركات لتشمل كافة الأجسام والمظاهر، مما يؤدي إلى تقبل أكبر للتنوع الجمالي.
في النهاية لابد من تكثيف حملات التوعية والتعليم للمساعدة في إعادة تعريف مفهوم الجمال لدى الناس، والتأكيد على أهمية قبول التنوع والسماح للجميع بالشعور بالثقة بأنفسهم، أما دورنا الفردي فيتمثل في التحدث مع الأصدقاء والعائلة والمجتمع بشكل مفتوح عن أهمية تغيير المعايير الجمالية وتحديها.
وحينما ننتقل من معايير الجمال النمطية والضغط النفسي الهائل الذي يتعرض له الأطفال من الذكور سنصطدم بنوع أخر من النمطية وهي تعريف الرجولة والتي ترسخت هي الأخرى منذ الصغر في هيئة إكليشهات (الراجل ميعيطش- الراجل أفضل من البنت - الراجل لازم يكون مسيطر - لازم يكون عنيف - الراجل لازم يكون مقطع السمكة - الراجل الجان يعرف بنت واثنين وثلاثة في نفس الوقت).
وبالرغم من وجود حملات توعيه كثيرة لتغير هذا التنميط إلا أنه أي خروج من الأطر المرسومة يخلق تساؤلات وأحيانا نقد وهجوم ويكون وقتها الرجل في نظر المجتمع "خرونج"!.
فالصورة النمطية لمفهوم الرجولة عند الناس هو فقط العمل وتحمل المسؤولية، وإذا تم تضييق النطاق بعض الشيء للصورة النمطية للرجل في بيئة إسلامية محافظة مثلا ستشمل مسؤوليته عن التقويم الخلقي لمن يتبعه من النساء سواء كانت زوجته أو أخته.
لذا فتنميط مفهوم الرجولة اجحاف للرجل من الأساس، فسمات الرجولة كلها سمات اجتماعية مكتسبة وليست بيولوجية نولد بها.
ولتغير تلك الصورة لابد من تعليم الأطفال منذ الصغر كيفية التعامل مع النساء بطريقة إيجابية واحترام حقوقهن، وتقبل الاختلافات بينهم، والفصل بين ضعف الرجولة والرومانسية والعناية بالشعر والبشرة والنظافة الشخصية.
وبالطبع لا نغفل ترسيخ صفات مثل العدالة والإنصاف والقيم الإنسانية السامية، وتجنب العنف والعدوانية والتحكم بالآخرين وقدرته على التعبير عن مشاعره وتحديد الصعوبات التي يواجهها.
في النهاية فإن مفهوم الرجولة ليست له معايير واضحة ومحددة غير أن يكون شخص يتمتع بالسمات الاجتماعية الإيجابية وحتي حينما تتوافر تلك المعايير في أنثي يطلق عليها " راجل البيت"