الصين تعثر على قلادات ذهبية تعود إلى 800 عام في حطام سفينة غارقة
ميدانيعُرضت قلادات ذهبية رائعة رائعة الشكل والصناعة، تعود إلى 800 عام، في متحف جوانجدونج الصيني، إلى جانب العديد من القطع الأثرية الأخرى من عهد أسرة سونج التي استمر حكمها من 960 إلى 1279 ميلادي.
وبحسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، عثرت السلطات الصينية على تلك القطع الذهبية في حطام سفينة عرفت باسم «نانهاي الأول» غرقت في بحر الصين الجنوبي بينما كانت في طريقها للمحيط الهندي، على طول «طريق الحرير البحري».
اكتشفت السفينة لأول مرة في أغسطس 1987 من قبل فريق غوص صيني بريطاني، أكبر وأقدم حطام في الصين، وتحمل عشرات الآلاف من الآثار، استخرجت جميعها بحلول 2007، ووضعت في متحف خاص.
وعُثر على السفينة التجارية التي تعرف أيضًا باسم «بحر الصين الجنوبي 1»، قبالة ساحل جزيرة شانجتشوان بمقاطعة جوانجدونج، ويبلغ طولها حوالي 22 مترًا، وعرضها 9 أمتار.
وتظهر القلادة حاليًا في المعرض الذي افتتح مؤخرًا «طريق البحر: حطام سفينة نانهاي الأول والتجارة البحرية في عهد أسرة سونج الجنوبية»، والذي يتم تقديمه في متحف جوانجدونج بمدينة قوانغتشو الصينية.
وبالرغم من احتمالية غريق السفينة لتحملها أحمالًا أثقل من المسموح لها، رجح مدير المعهد الصيني للآثار تحت المياه، جيانج بو، في تصريح لصحيفة «اليونسكو كورير»، غرقها بسبب التعرض لعاصفة شديدة.
وأوضح المدير الفني لمركز حماية التراث الثقافي تحت المياه، سون جيان، أن طراز «نانهاي الأول» كان نموذجًا قصيرًا ودسمًا يُستخدم على نطاق واسع في العصور القديمة، مشيرًا إلى تصميمه بمعايير أمان عالية وقدرة جيدة على مقاومة الأمواج وتحمل الحمولات الثقيلة.
وعلى الرغم من وجود حطام السفينة مدفونة بقاع البحر منذ حوالي ثمانية قرون، إلا أن هيكلها حافظ على سلامته وكذلك على عشرات الآلاف من الآثار القديمة داخلها.
ومثلت المياه الضبابية صعوبة في استعادة السفينة وشحنها رغم غرقها على عمق 23 مترًا فقط، لكن بحلول 21 ديسمبر 2007، رفعت حطام السفينة بالكامل ونقلت إلى متحف «Guangdong Maritime Silk Road» الذي أنشأ خصيصًا في جزيرة Hailing Island في Guangdong.
واستخرجت السفينة القديمة باستخدام علبة محكمة الغلق مساحتها 5500 طن، وجار الاحتفاظ حاليًا بها في حوض أسماك ضخم، في نفس درجة حرارة المياه ونوعيتها التي كانت بالبيئة المحيطة في قاع البحر حيث اكتشفت.
وكلفت العملية، التي أجرتها إدارة الدولة الصينية للتراث الثقافي والنقل، حوالي 20 مليون دولار ما يعادل 16 مليون جنيه إسترليني.
وتشير التقديرات إلى أن الحطام كان يحتوي على 100 طن من الأدوات الحديدية وحدها، ما يشكل نصف وزنه، بما في ذلك المسامير والأواني والمقالي، بالإضافة إلى 13000 قطعة من البورسلين مصدرها أفران فوجيان وجيانجشي وتشجيانج الشهيرة، بعضها يحمل أسماء المتاجر التي بيعت فيها ومحل النشأة.
وتتنوع القطع الأثرية المكتشفة بالسفينة بين فضة ونحاس وذهب، ومن بينها أكثر من 17 ألف قطعة نقدية نحاسية، مع المزيد من الممتلكات الشخصية مثل الأساور وأواني اللك الدقيقة والخواتم، ما يدل على وجود أشخاص على متنها عند الغرق.
جدير بالذكر أنه قد تم العثور أيضًا على عظام تعود إلى 3 أشخاص، وكلك حزام على طراز الشرق الأوسط، ما يشير إلى احتمالية أن يكون التجار والركاب على متنها من المسافرين الأجانب.
ويضم المعرض الجديد أيضًا أكثر من 400 قطعة أثرية أخرى تم استردادها من حطام السفينة حتى الآن، بالإضافة إلى عناصر أخرى من عهد أسرة سونج، تشمل مصنوعات خزفية وأقراص منقوشة وأدوات معدنية وأحجار كريمة ومجوهرات فضية.
ويستمر المعرض في استقبال الزوار بمتحف جوانجدونج حتى الخامس والعشرين من أغسطس المقبل.