قاض فدرالي يدين إدارة ترامب بعد ترحيل المهاجرين إلى جنوب السودان


قضت محكمة فدرالية أمريكية بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب انتهكت بشكل واضح أمرا قضائيا، بعد أن رحلت المهاجرين قسرا إلى جنوب السودان.
وقال القاضي براين مورفي، في أحد أقوى الانتقادات الموجهة إلى سياسة الترحيل التي اتبعتها الإدارة، إن الحكومة لم تمنح المهاجرين الثمانية من جنسيات مختلفة الوقت الكافي للاعتراض على ترحيلهم قبل أن يُنقلوا جوا إلى جنوب السودان فجر الثلاثاء، مشيرا إلى أن المهلة التي لم تتجاوز 17 ساعة كانت "بشكل واضح وبلا أدنى شك" غير كافية.
وأضاف القاضي أن "من المستحيل أن يكون لهؤلاء الأشخاص فرصة حقيقية للاعتراض على نقلهم إلى جنوب السودان"، معتبرا أن "الإجراءات التي اتُخذت في هذه القضية تنتهك بوضوح أمر المحكمة".
وشدد مورفي على أن الأفراد المرحّلين يجب أن يُمنحوا حق الوصول إلى محام، وأن يخضعوا لمقابلة خاصة لتقييم "الخوف المعقول" على أن يتم إشعارهم قبل ذلك بـ72 ساعة على الأقل.
وأكد أنه "في حال أبدى أي فرد مخاوف حيال ترحيله إلى بلد ثالث، ورأت وزارة الأمن الداخلي (DHS) أن هذه المخاوف لا ترقى إلى مستوى الخوف المعقول، فإن من الضروري منحه فرصة حقيقية، لا تقل عن 15 يوماً، لتقديم طلب لإعادة فتح ملفه القانوني والطعن في قرار ترحيله".
كما ألزم القاضي وزارة الأمن الداخلي بتقديم تقارير أسبوعية حول حالة كل من الأفراد المرحّلين، مشيراً إلى أن من صلاحية الوزارة أن تختار تنفيذ الإجراءات داخل الأراضي الأميركية أو في الخارج، شريطة أن يكون هؤلاء الأشخاص تحت إشرافها.
وأضاف أن جميع الأفراد الذين قد تشملهم عمليات ترحيل تندرج ضمن نطاق هذا القرار، أُبلغوا بأن أي انتهاك لبنود الأمر التمهيدي الصادر عن المحكمة قد يعرضهم لعقوبات مدنية أو جنائية بتهمة ازدراء المحكمة.
وكان محامو الهجرة قد اتهموا الإدارة بترحيل مهاجرين من ميانمار وفيتنام إلى جنوب السودان، في خرق لأمر سابق صادر عن القاضي نفسه الشهر الماضي، والذي نص على أن ترحيل مهاجرين غير نظاميين إلى دول لا يحملون جنسيتها يمثل انتهاكاً صريحاً لأمر قضائي يحظر الترحيل إلى دول ثالثة.
وفي أمر صدر في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أكد القاضي مورفي أن على الإدارة أن "تحافظ على احتجاز وسيطرة" الأفراد الذين يجري ترحيلهم إلى جنوب السودان أو أي بلد ثالث آخر، ريثما يقرر ما إذا كانت هذه الترحيلات قانونية.
وقال إنه يترك "الجوانب العملية للامتثال" بيد الإدارة الأميركية، لكنه شدد على ضرورة أن يُعامل المهاجرون "بشكل إنساني".
ووفق بيان صحفي لوزارة الأمن الداخلي، نُشر أيضاً على الموقع الرسمي للبيت الأبيض يوم الأربعاء، فقد تم تحديد هوية ثمانية أفراد قامت وكالة الهجرة والجمارك (ICE) بترحيلهم، كما تم نشر قائمة بالجرائم التي قيل إنهم أدينوا بها.