«هآرتس» تكشف تفاصيل مقترح الكونفدرالية بين فلسطين والأردن
كتبت سارة أحمد محمدميدانيكشفت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية»، اليوم الاثنين، عن تفاصيل المقترح الأمريكي، الذي عرض على الرئيس الفلسطيني، بإقامة كونفدرالية بين الضفة الغربية والأردن، مشيرة إلى أنه مقترح إسرائيلي بالأساس.
وأوضحت الصحيفة، أن المقترح ينص على أن تكون الضفة الغربية المحتلة «بدون القدس» تحت الرعاية الأمنية الأردنية، التي ستحمي حدود الكونفدرالية «الأردنية - الفلسطينية» مع إسرائيل، على أن يعلن الاحتلال الإسرائيلي ضم القدس المحتلة والمستوطنات إليه، ودون معرفة مصير غور الأردن، إن كان سيبقى تحت الاحتلال الإسرائيلي أو سيكون خاضعًا للكونفدرالية المقترحة، وفقا لما نقله موقع «عرب 48» الإخباري.
وتابعت الصحيفة، أنه وفقا للمقترح فإن قطاع غزة، لن يكون جزءًا من الكونفدرالية، رغم أن كافة الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تعتبر غزة والضفة «وحدة واحدة».
ومن غير الواضح، بحسب «هآرتس»، إن كانت الضفة الغربية ستحصل على اعتراف إسرائيلي أولًا، ومن ثم سيتم الإعلان عن قيام كونفدرالية، كشأن «أردني - فلسطيني»، أم أنه سيتم التوقيع على الاتفاق الكونفدرالي بين القيادة في الضفة الغربية وبين الحكومة الأردنية، دون الاعتراف بدولة فلسطين.
كما لا يوضح المقترح الإسرائيلي، إن كان ستتم إقامة برلمان وإقرار دستور مشتركين.
وأوضحت «هآرتس»، أن سبب رفض الأردن للمقترح الإسرائيلي هو الخشية من أن يكون ذلك تطبيقًا لـ«الوطن البديل» على أرضها، إضافة اعتبار الأردن أنها تتحول، بهذا الاتفاق، إلى «حارسة حدود لإسرائيل» وظيفتها منع تنفيذ هجمات على إسرائيل إنطلاقا من الضفة الغربية، على حد قول الصحيفة.
وكان «أبومازن» أكد، في وقت سابق، أن الإدارة الأمريكية عرضت عليه برنامجا سياسيا يقوم على أساس كونفدرالية مع الأردن، حسب ما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس الفلسطيني، قوله إن طاقم مفاوضات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض، تكوين كونفدرالية مع الأردن، مضيفا: «أخبرتهم أنني أوافق شريطة أن تكون إسرائيل جزءا من الكونفدرالية».
وليس واضحًا متى جرت المحادثة بين عباس والمسؤولين الأمريكيين، نظرًا لأن عباس يرفض مقابلة المسؤولين الأمريكيين منذ اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل فى ديسمبر الماضي.
وجاءت تصريحات عباس حول مقترح الكونفدرالية، خلال استقباله بمقر الرئاسة في مدينة رام الله وفدًا من حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، ضم سكرتير عام الحركة شاكيد موراج، وعضوي الكنيست موسى راز عن حزب ميريتس، وعن المعسكر الصهيوني كسينيا سفيتلوفا، ونشطاء سلام من حزب الليكود، ونشطاء من حراك «نقف معا».
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن فكرة الكونفدرالية موجودة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية منذ العام 1984، وأن موقف القيادة منذ ذلك الحين وإلى الآن يؤكد أن حل الدولتين هو المدخل للعلاقة الخاصة مع الأردن.
وأضاف «أبو ردينة»، أن قرار الكونفدرالية يقرره الشعبان، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا».
وفي عمان، اعتبرت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، أن فكرة إقامة كونفدرالية بين الأردن وفلسطين غير قابلة للبحث والنقاش، مشددة على تمسك بلادها بوجود دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من جهته، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جيسون جرينبلات، أمس، أن خطة السلام الأمريكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعروفة إعلاميا بـ«صفقة القرن» تتضمن أفكار واقعية ومنطقية قابلة للتطبيق، وتضمن تحسين حياة الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضاف «جرينبلات» إلى، أن الصفقة تبلورت خلال سنة ونصف من المشاورات مع الجهات المختصة وذات العلاقة، وفقا لما نقلته القناة السابعة الإسرائيلية.
وتابع «جرينبلات»، أنه لن يتطرق إلى أفكار محددة ومحادثات خاصة حدثت أو لم تحدث مع قادة في المنطقة، وذلك ردا على ما طرحه الرئيس عباس بأنه رفض عرضا بإقامة كونفدرالية بين فلسطين والأردن.
يشار إلى، أن البعض في اليمين الإسرائيلي يفضل إقامة كونفدرالية فلسطينية أردنية كوسيلة لتفادي منح وضعية الدولة الكاملة للفلسطينيين في الوقت الراهن. وفي تسوية مثل هذه، يمكن لإسرائيل أيضًا أن تتجنب تحمل مسؤولية 3.5 ملايين فلسطينى في الضفة الغربية المحتلة.