أرمينيا تحيي ذكرى مذابح 1915.. برلين تصفها بـ”الإبادة الجماعية” وتركيا ترفض موقف بوتين


أحيت أرمينيا يوم الجمعة الذكرى المئوية للقتل الجماعي للأرمن على أيدي الأتراك العثمانيين بمراسم بسيطة شملت وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للقتلى شارك فيها زعماء أجانب بينما أصبحت ألمانيا أحدث دولة تستجيب لدعوات الاعتراف بأن ما حدث إبادة جماعية.
ومن جانبها قالت تركيا يوم الجمعة إنها ترفض وتدين وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعمليات القتل الجماعي للأرمن على أيدي الأتراك العثمانيين عام 1915 بأنها إبادة جماعية.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "بالنظر إلى عمليات القتل الجماعي والنفي... التي نفذتها روسيا في القوقاز ووسط آسيا وفي شرق أوروبا على مدى القرن الماضي .. نعتقد أنها ينبغي أن تكون أفضل من يعلم ما هي الإبادة الجماعية وما هي أبعادها القانونية."
وجازف البرلمان الألماني بإثارة خلاف دبلوماسي مع تركيا وإغضاب الأقلية الكبيرة من ذوي الأصول التركية في المانيا حين انضم إلى الكثير من الباحثين الغربيين وأكثر من 20 دولة أخرى في استخدام تعبير "الإبادة الجماعية".
وتعتبر ألمانيا هي الشريك التجاري الأكبر لتركيا بين دول الاتحاد الأوروبي.
ويشكل مشروع القانون الذي وافق عليه النواب بأغلبية ساحقة تغيرا كبيرا في موقف ألمانيا التي سعت جاهدة للتعامل مع مسؤوليتها عن مقتل ستة ملايين يهودي في محارق النازي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الجمعة إنه يشارك الأرمن "ألمهم" لكنه حتى يوم الخميس كان يرفض وصف أعمال القتل "بالإبادة الجماعية" ولم يظهر أي بادرة على تغيير موقفه.
وكان الرئيسان الفرنسي فرانسوا أولوند والروسي فلاديمير بوتين بين من وضعوا زهور القرنفل الصفراء على النصب التذكاري لقتلى المذابح المقام على تل قرب العاصمة يريفان وتصدرا مطلقي الدعوات من أجل المصالحة.
وقال الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان في كلمته "إن الاعتراف بالإبادة الجماعية انتصار للضمير الإنساني والعدالة على التعصب والكراهية."
وقال اولوند في خطابه الذي قوبل بتصفيق حار إن القانون الذي تبنته فرنسا عام 2001 للاعتراف بأن قتل الأرمن إبادة جماعية "إقرار بحقيقة."
وأضاف اولوند "فرنسا تحارب ضد التحريف وإتلاف الأدلة لأن الإنكار يصل إلى حد تكرار المذابح."
وحذر بوتين من أن مبادئ الفاشية الجديدة والقومية في صعود على مستوى العالم.
وقال "لكن وسط تذكر الأحداث المأساوية خلال السنوات الماضية علينا أن نشعر بالتفاؤل حيال مستقبلنا ونؤمن بمبادئ الصداقة... والدعم المتبادل."
وفي فبراير شباط سحبت أرمينيا من البرلمان اتفاقات للسلام مع تركيا فيما مثل انتكاسة لجهود دعمتها الولايات المتحدة لإنهاء عداء على مدى قرن بين الجارتين.
غير أن سركيسان قال يوم الأربعاء إنه مستعد لتطبيع العلاقات مع تركيا مشيرا إلى أنه لن يضع شروطا مسبقة لاستئناف عملية السلام ولن يتمسك باعتراف تركيا بارتكاب إبادة جماعية.
وفي علامة أخرى على المصالحة حضر وزير الشؤون الأوروبية التركي فولقان بوزقر قداسا في البطريركية الأرمنية في اسطنبول وهي المرة الأولى التي يشارك فيها مسؤول تركي حكومي في إحياء ذكرى هذه المذابح منذ 1916