«وسط البلد» خاوية في أول أيام «الأضحى» و«قصر النيل» للأطفال والمراهقين
رويترزميدانيالمتردد على منطقة ميدان التحرير وطلعت حرب، وشوارع وسط البلد، في الأيام العادية، سيعرف الفرق جيدًا، إذا ما قصد تلك المناطق في عيد الأضحى، الذي تركها خاوية، إلا عن مُشاةٍ مُتناثرين لا يتعدّون عدد قوّات التأمين المُنتشرة في الميدان، بينما خوت مناطق المحلات التجاريّة من الروّاد، بانغلاق أبوابها في أول أيام العيد، فيما شهدت المنطقة –المزدحمة معظم ساعات اليوم عادة- انفراجة مروريّة كبيرة. ينفض المُشاة –القليلون- في الميدان، إلى مُستهل الطريق المؤدّي إلى كوبري قصر النيل، إذ يزيد عددهم كأنما ينصبّون إلى هُناك، حيث مقصد الأحبّة الأوّل منذ سنواتٍ طوال، لكن المشهد خلا من أي «أحبّة» كما نتعارف عليهم، إلا أنه كان عبارة عن مجموعاتٍ من الصبيان والفتيات، في مرحلة الطفولة، أو عالقين بين الطفولة والمراهقة، قد يجتمعون في مجموعةٍ واحدة، أو ينقسمون، إلى مجموعاتٍ لكل جنس، بينما لن ترصد عيناك أي أحبّة قد تجد فيهم نُضج هذا الوصف. في نهاية كوبري قصر النيل ناحية دار الأوبرا، ينحدر «المُعيّدون» من الأطفال إلى مرسى حديقة الجزيرة، حيث المراكب النيليّة، التي تمتلئ واحدة تلو الأخرى بمتوسّط حوالي 30 أو 40 راكبًا للواحدة، في رواجٍ يتناسب مع عمر قاصديها بين 10 و15 عامًا، والذين تركوا سائقي «الحناطير» خاويي الوفاض في الجهة الأخرى، يرعون أحصنتهم، وينفضون الأيدي عن قلّة الروّاد في الساعات الاولى من أول أيام العيد. هكذا الحال، في كازينو النيل الشهير، الخاوي، على كورنيش قصر النيل، بعد أن أصبحت المنطقة غير مطروقة من الأحبّة، فيما لم تجد بائعتا الورد الوحيدتان في المنطقة، زبائن إلا اليسير بين السائرين في رحاب الكورنيش. أسود الكوبري الأربعة على طرفيه، لم تكد تحظى بفترةٍ من النقاهة بعد عمليّات الترميم التي قامت بها وزارة الآثار ولمدة قاربت الشهر، حيث قام العاملون بإزالة الكتابات وعمليات الحفر على الأسود والأعمدة الجرانيتيّة، وطلائها بمادة تمنع الكتابة عليها مرة أخرى، إلا أن روّاد المنطقة من الأطفال والمراهقين، في أول أيام «الأضحى»، لم ينتهوا عن صورةٍ أو اثنتين، يعتلون فيها التماثيل حديثة الترميم، كتقليدٍ أصيلٍ عند زيارة الكوبري.