وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقًا مع بريطانيا يقضي بخفض بعض الرسوم الجمركية على الواردات البريطانية، في خطوة أولى ضمن مسار نحو اتفاق تجاري شامل بين البلدين.

وجاء توقيع الاتفاق خلال لقاء جمع ترامب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، حيث أُعيد التأكيد على الحصص الجمركية المفروضة على السيارات البريطانية، وتمت إزالة الرسوم المفروضة على قطاع الطيران البريطاني، فيما لا يزال ملف الصلب والألمنيوم دون حل نهائي.

ولم يتطرق الاتفاق إلى بعض القطاعات الحيوية الأخرى مثل الصناعات الدوائية، وفقًا لما ورد في الوثيقة الرسمية.

ووصف ترامب العلاقة مع بريطانيا بأنها “رائعة”، فيما اعتبر ستارمر الاتفاق “يومًا عظيمًا لكلا البلدين، ودليلًا حقيقيًا على متانة العلاقة”.

وينص الاتفاق على إعفاء حصة محددة من واردات الصلب والألمنيوم البريطانية من الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 25%، على أن تلتزم بريطانيا بتأمين سلاسل توريد وإنتاج الصلب، وفقًا لأمر تنفيذي صادر عن البيت الأبيض.

وسيتولى وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك تحديد مستوى الحصة المخصصة لبريطانيا.

وكانت بريطانيا قد تجنّبت سابقًا رسومًا تصل إلى 50% على واردات الصلب والألمنيوم، فرضتها واشنطن على عدد من الدول، لكنها كانت مهددة بتطبيق تلك الرسوم بدءًا من 9 يوليو في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي.

وبموجب الاتفاق، مُنح مصنّعو السيارات البريطانيون حصة سنوية تبلغ 100,000 سيارة يمكن تصديرها إلى الولايات المتحدة برسوم تبلغ 10% فقط، مقارنة بـ25% على دول أخرى.

ومن المقرر أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ بعد سبعة أيام من نشره في السجل الفيدرالي الأمريكي.

وشمل الاتفاق أيضًا إلغاء الرسوم المفروضة على صناعة الطيران البريطانية، بما في ذلك مكونات الطائرات والطائرات الكاملة، وفقًا لما نص عليه الأمر التنفيذي.

وأشارت بريطانيا إلى أنها أول دولة تنجح في تأمين اتفاق لتخفيض الرسوم مع إدارة ترامب، حيث وافقت واشنطن على خفض الرسوم المفروضة على واردات السيارات والصلب والألمنيوم البريطانية، مقابل موافقة لندن على خفض الرسوم على لحوم البقر والإيثانول الأمريكية.

لكن تنفيذ الاتفاق تأخر بسبب مفاوضات تفصيلية حول الجوانب التقنية، ولا تزال بعض القضايا عالقة.

ووصف وزير التجارة البريطاني، جوناثان رينولدز، الاتفاق بأنه “انتصار كبير” لقطاعي الطيران والسيارات في بلاده، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي أبرمت مثل هذا الاتفاق مع واشنطن.

وأضاف رينولدز: “عادةً ما يستغرق تنفيذ الاتفاقات التجارية عدة أشهر، لكننا نحقق تقدمًا سريعًا خلال أسابيع معدودة، ولن نتوقف عند هذا الحد”.

وأشار إلى أن البلدين اتفقا على تبادل الوصول إلى 13,000 طن من لحوم الأبقار، مع التأكيد على ضرورة التزام الواردات الأمريكية بالمعايير الصارمة للسلامة الغذائية في المملكة المتحدة.

وأضاف الوزير البريطاني أن “المفاوضات مستمرة من أجل تحقيق مكاسب تفضيلية كبيرة لصناعة الأدوية البريطانية، إلى جانب السعي لحمايتها من أي رسوم إضافية محتملة بموجب تحقيقات القسم 232 التي تجريها وزارة التجارة الأمريكية”.