بيان لبناني فلسطيني يؤكد الالتزام بالقضية الفلسطينية وتعزيز الأمن المشترك


عرض الرئيسان اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عباس، عددا من القضايا السياسية والإنسانية والأمنية ذات الاهتمام المشترك، مجددين حرصهما على تعزيز التعاون والتنسيق بمختلف المجالات.
أولا: على الصعيد السياسي
أكد الجانبان على متانة العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وعلى التزامهما المشترك بتطوير أواصر التعاون والتنسيق على مختلف المستويات. كما شددا على أهمية التوصل إلى سلام عادل وثابت في المنطقة، يتيح للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، ويضمن في الوقت ذاته الحقوق المشروعة لجميع دول وشعوب المنطقة.
وأدان الجانبان استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما خلفه من خسائر بشرية فادحة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، داعين المجتمع الدولي إلى تحرك فوري وجدي لوقف هذا العدوان وتأمين الحماية الكاملة للمدنيين الفلسطينيين.
وأكد الجانبان ضرورة تفعيل دور الأمم المتحدة ومؤسساتها في حماية الشعب الفلسطيني وضمان احترام القانون الدولي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وشجب الجانبان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، وناشدا المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ممارسة الضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية البلدين في تشرين الثاني 2024، والذي ينص على وقف الأعمال العدائية، والانسحاب من التلال التي تحتلها إسرائيل، وإعادة الأسرى اللبنانيين، بما يتيح للجيش اللبناني استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف بها دولياً، وذلك تطبيقاً للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي التزم لبنان بتنفيذ جميع بنوده.
ثانياً: في ما يتعلق بوضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
أكد الجانبان تمسكهما بحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، يضمن لهم حق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، استناداً إلى القرار الأممي رقم 194، ورفضا بشكل قاطع لكل مشاريع التوطين أو التهجير.
وشددا على ضرورة استمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضمان قدرتها على مواصلة تقديم خدماتها الأساسية للاجئين، والعمل على تعزيز مواردها المالية لتلبية التزاماتها المتزايدة.
واتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة لبنانية فلسطينية تتولى متابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعمل على تحسين الظروف المعيشية للاجئين، مع الالتزام باحترام السيادة اللبنانية وتطبيق القوانين اللبنانية.
وأكد الطرفان التزامهما بتوفير مقومات الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، دون المساس بحقهم في العودة أو التأثير على هويتهم الوطنية.
ثالثا: في مجال الأمن والاستقرار
جدد الجانبان التزامهما بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء أي مظاهر خارجة عن سلطة الدولة، وشددا على أهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه. كما أعلنا إيمانهما بأن مرحلة السلاح غير الشرعي قد انتهت، خاصة في ظل ما تحمله الشعبان اللبناني والفلسطيني من خسائر وتضحيات جسيمة على مدى عقود طويلة.
وشددا على ضرورة تعزيز التنسيق بين السلطات اللبنانية والفلسطينية لضمان الاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية وفي محيطها.
وأكد الجانب الفلسطيني التزامه بعدم استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأي عمليات عسكرية، واحترام سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول الأخرى أو الانخراط في الصراعات الإقليمية.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، والعمل على عدم تحويل المخيمات الفلسطينية إلى ملاذات آمنة لأي مجموعات متطرفة.
وفي ختام اللقاء، أعرب عباس عن شكره وتقديره للرئيس اللبناني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، ومجددا التزام دولة فلسطين بدعم أمن لبنان واستقراره وسيادته على كامل أراضيه.