• 19 شعبان 1446
  • 18 فبراير 2025

فلوس وأشغال

الصيف واللي بيحصل فيه.. لماذا يرتفع مستوي العنف في الطقس الحار؟!

ميداني

أصبحت لدرجات الحرارة الشديدة التي تمر بها الدول في معظم أنحاء العالم، تأثيرات كبيرة على الصحة العقلية والنفسية للناس، وذلك طبعاً إلى جانب آثار الحرارة المرتفعة الخطيرة على الصحة البدنية، فقد ارتبطت درجات الحرارة الشديدة بمجموعة من التأثيرات الصحية في الأبحاث والدراسات العلمية على مدى سنوات عديدة، وضمن ذلك زيادة الشعور بالتهيج النفسي وأعراض الاكتئاب وزيادة معدلات الانتحار واضطرابات الهرمونات وغيرها، اذ يمكن أن يؤثر الجو الحار أيضاً على السلوك، ويساهم في زيادة العدوانية، وحدوث العنف المنزلي، كما ربطت الأبحاث درجات الحرارة المرتفعة بمشاكل عدم توازن الهرمونات في الجسم.

وفي تصرف غريب قام المذيع النمسوي أرمين وولف، بسكب الماء على رأسه مباشرة على الهواء وهو يختم نشرة الأخبار ، بعد قراءة خبر عن الطقس وعرض تقرير للأمم المتحدة يفيد بأن الأيام الماضية كانت الأشد حراً على الإطلاق.

تصرف غريب حاول به وولف أن يسلط ضوءاً أحمر على تأثير الطقس على تصرفات الناس، حتى لو كانوا في موقع مسؤولية ما، فكيف الحال إذا كانوا أشخاصاً عاديين؟

غالباً تطفو على السطح فرضية ارتباط الطقس بسلوكيات الناس، فهل فعلاً يسبب ارتفاع درجات الحرارة تصرفات غريبة قد تصل إلى العنف؟

فقد نشرت دراسة على موقع المركز العالمي البيئي بواسطة الباحثين لورانس واينرايت وإيلين نيومان تفيد أن الموجات الحارة لها أثر سلبي على الصحة النفسية للأشخاص غير المصابين باضطرابات أو مشكلات نفسية من الأساس وإلى حدوث ضرر دماغي نتيجة للإجهاد الحراري.

كما توصلت الدراسة لارتفاع معدلات الانتحار بنسبة 2.2% لكل ارتفاع في درجات الحرارة بمعدل درجة واحدة سيلسيوس، كما ذكرت الدراسة زيادة في حدة الأعراض للأشخاص المصابين باضطرابات الاكتئاب والقلق وثنائي القطب والسلوكيات العدوانية أو ردود الأفعال العنيفة.

وكذلك، توصلت دراسة في بولندا المنشورة على موقع اتحاد الجمعيات الأمريكية للبيولوجيا، وأجراها 8 باحثين، إلى ازدياد معدلات إفراز هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر والقلق في الصيف عنه في بقية فصول السنة.

بالاطلاع على الدراسة البحثية التي تطرح سؤالاً حول وجود ارتباط بين الطقس الحار والضرر بالصحة النفسية التي تعد نتاجًا لتعاون مشترك بين باحثين أكاديميين في جامعات بالصين وجامعات في أستراليا المنشورة في مجلة البيئة العالمية نجد أنهم توصلوا لنتائج تشير إلى ارتباط ارتفاع درجات الحرارة بزيادة شدة اضطرابات المزاج والاضطرابات النفسية العضوية والفصام والقلق وزيادة الميل للنزاع والغضب

فعادةً يميل الناس للشجار أو لسرعة الغضب وإبداء الانزعاج والاستياء بشكل واضح في المواصلات العامة المزدحمة خصوصًا غير المكيفة أو في طوابير شراء الأطعمة وطوابير المصالح الحكومية، وقد يعترينا الاندهاش عندما نرى خلافًا بسيطًا أو موقفًا عابرًا يتطور إلى تبادل الشتائم والإهانات أو الاشتباك بالأيدي فما بالنا بما يحدث داخل البيوت بسبب القبة الحرارية التي غطت سماء مصر الفترة الماضية .

ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة تدفع الأشخاص لاتخاذ قرارات خاطئة .. لهذا يزداد معدلات الخطوبة والزواج في شهور الصيف

تحت القبة الحرارية : "أنتِ طالق"

أنتِ طالق"، "طلقني" كلمات تترد كثيرا بداخل البيوت خاصه في فصل الصيف الحالي خاصه في الدول العربية التي تعاني من تأثير " القبة الحرارية" على الحاله الجسدية والنفسية على الأزواج والزوجات، كما توجد أسباب عديدة لارتباط الصيف بمعدلات الطلاق المرتفعة ومنها القلق والتوتر.

فارتفاع درجات الحرارة يرفع من حرارة الجسم بسرعة، فيرتفع معها ضغط الدم ويصبح الانسان قلقاً ومتوتراً وبالتالي يحدث حالة من عدم الاتزان والتي لطالما تنتهي بحدوث الطلاق.

وللإجابة على سؤال هل الطلاق موسمي؟ نشرت دارسة بجامعة واشنطن صادرة من قسم الاجتماع وقد درس فيها الباحثان فترات الطلاق على مدار 14 عامًا، وجدا أنه يوجد فترات زمنية متكررة في كل السنوات تزداد فيها معدلات الطلاق بشكل كبير وكانت تلك الفترات هي من شهر يناير إلى مارس شتاء، وكذلك من يوليو وحتى سبتمبر صيفًا.

وفي هذا الصدد فقد فسر خبير العلاقات وعالم الحياة دكتور "خالد غطاس" عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسباب انتشار الطلاق خلال الصيف حيث أرجع السبب إلى المقارنات التي تحدث بين الأزواج في ما يتعلق بكيفية قضاء العطلة الصيفية، إذ يقوم بعض الأزواج بنشر صور تعكس الحالة السعيدة التي يعيشونها خلال الصيف، وكيفية استمتاعهم بكل لحظة فيه، الأمر الذي يثير غضب وحزن الزوجات اللاتي لا يمكنهن الهروب من حرارة الصيف بالاستمتاع مثل غيرهن على الشواطئ وفي القرى السياحية، والسبب في ذلك الصورة غير الحقيقية التي تتبلور في ذهن الأزواج والزوجات عن هذه النماذج التي غالباً ما تكون استعراضية غير حقيقية لأنه من الوارد حدوث الخلافات والمشاحنات في الزواج، وبين هؤلاء الأزواج الذين يستعرضون صورهم على السوشيل ميديا.

وبتوضيح أكبر أشار غطاس إلى نقطة هامة، وهي أن مثل هذه الصور ومقاطع الفيديو الاستعراضية لا تعكس إلا جانباً واحداً فقط من الحياة في هذه الزيجات، والتوهم بأنها حقيقية يخلق حالة من الانزعاج الشديد في الزيجات الأخرى إذ يعتقد شريك الحياة في هذه الحالة أن شريكه هو المسؤول عن عدم استمتاعه بالصيف، وعدم قدرته على تحقيق سعادته مثل هذه النماذج، وهنا تكمن الخطورة، وتزيد احتمالات الطلاق.

الصيف العنيف جدا

عادةً يميل الناس للشجار أو لسرعة الغضب بشكل واضح في المواصلات العامة المزدحمة خصوصًا غير المكيفة أو في الطوابير التي لا تنتهي بمصر.

ففي الولايات المتحدة الامريكية تشير الإحصاءات الجنائية التي أجراها المكتب المركزي للتحقيق الجنائي إلى ارتفاع نسبة جرائم القتل في الصيف، وارتفاع نسبة الجرائم الواقعة على المال في الشتاء، أما في مصر يتضح من خلال الإحصاءات الجنائية، أن جرائم القتل العمد التي وقعت خلال سنة 1968، بلغت أقصى معدل لها في شهر يوليو، بينما بلغت حدها الأدنى في شهر يناير، وأن أعلى نسبة لجرائم هتك العرض خلال سنة 1961 كانت في شهر مارس.

وقد أوضحت عدة دراسات ان الفقر والوضع الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي إضافة إلى الحر في البلدان العربية أموراً تولد العنف والسلوك الإجرامي واللجوء لإدمان المخدرات وبالتالي ارتفاع معدلات الجريمة

وقد أجري 6 باحثين دراسة بعنوان الصيف وقت للقتل: هل توجد علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وجرائم القتل؟ أكدت نتائجها أن أكثر من 30% من جرائم القتل في اليونان بين أعوام 1995 و2004 تمت في يوم واحد كانت فيه درجة الحرارة 25 مئوية، وأن 45% من جرائم القتل في تلك الفترات حدثت عندما ارتفعت درجة الحرارة أكثر وتجاوزت الـ30 درجة مئوية.

مما جعل الباحثين يتوصلون لاستنتاج أن لدرجات الحرارة المرتفعة تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان العقلية والنفسية وتزيد من معدلات ميل الناس لارتكاب الجرائم والسلوكيات العنيفة.

أما عن دراسة أنماط الإيذاء العنيف الموسمية المنشورة في دورة Bureau of Justice Statistics بواسطة الباحثتين جانيت لوريتسون ونيكول وايت، التي تناولت دراسة مختلف أنماط الجرائم وإيذاء الآخرين توصلوا لنتائج مفادها ارتفاع نسب ارتكاب جرائم الاعتداءات المنزلية والسطو المسلح والبلطجة بنسبة 11% في فصل الصيف عنها في الشتاء، كما توصلت تلك الدراسة إلى أن معدلات الاعتداء أو الجريمة كانت أعلى منها في الصيف مقارنة بالفصول الأخرى بمعدل 12%.

الكثير من الدراسات العلمية رصدت ارتفاع معدلات الجرائم والانفصال والعنف في فصل الصيف في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يدفعنا لعدم التهاوُن حال إحساسنا بفقد السيطرة على مشاعرنا أو احتشاد الأفكار السلبية بكثافة في رؤوسنا، علينا فورًا ألا نستسلم لسرعة الغضب والميل للعصبية أو سلوكيات عنيفة وأن نتوجّه لمختص نفسي وطلب المساعدة والدعم حتى ننجو مما يفعله حرّ الصيف بنفوسنا.

الجدير بالذكر أنه تم استحداث قسم مؤخرًا في علم النفس تحت عنوان "علم النفس المناخي"، لما شهده أطباء علم النفس من تغيير جذري في الحالة النفسية للإنسان مع تغيير الفصول على مدار السنة، وتعتبر النساء أكثر عرضة للاكتئاب بنسبة 1:4.

الصيف العنف الطقس الحار

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8414 30.9386
يورو 33.1144 33.2311
جنيه إسترلينى 38.6967 38.8310
فرنك سويسرى 34.9241 35.0499
100 ين يابانى 20.5514 20.6202
ريال سعودى 8.2235 8.2498
دينار كويتى 100.0858 100.4336
درهم اماراتى 8.3968 8.4239
اليوان الصينى 4.2869 4.3013

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 4,114 شراء 4,149
عيار 22 بيع 3,771 شراء 3,803
عيار 21 بيع 3,600 شراء 3,630
عيار 18 بيع 3,086 شراء 3,111
الاونصة بيع 127,954 شراء 129,021
الجنيه الذهب بيع 28,800 شراء 29,040
الكيلو بيع 4,114,286 شراء 4,148,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 10:37 صـ
19 شعبان 1446 هـ18 فبراير 2025 م
مصر
الفجر 05:05
الشروق 06:32
الظهر 12:09
العصر 15:20
المغرب 17:46
العشاء 19:03

استطلاع الرأي