يتعرض العديد من دول العالم المعروفة بمناخها الصيفي لموجة حر قوية في شهر يونيو، وهناك عدد كبير من الأشخاص الذين لا يتحملون حرارة الصيف، ونتيجةً لذلك قد يُصابون بأعراض صحية تعرّض حياتهم للخطر، خصوصاً إذا كانوا يعانون من أمراض القلب، هنا لا بد من اتّباع نصائح الأطباء المتخصصين للوقاية من حرارة الشمس وحماية صحة القلب، كذلك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وسواء كان عمركِ فوق الـ60 عاماً وتعانين من مشاكل صحية أو أنت شابة وتمارسين الرياضة بشكل منتظم، إليكِ طرق حماية القلب من الإجهاد الحراري في الصيف من وجهة نظر طبيب.

أعراض الإجهاد الحراري

هناك أعراض متنوعة تؤكد أنك مصابة بالإجهاد الحراري، وهذه الأعراض لا تشمل فقط المصابين بأمراض القلب بل كل من هو معرّض بأن يواجه هذه المشكلة بسبب ارتفاع الحرارة، وهذه الأعراض هي:

الصداع

بشرة باردة وشاحبة ورطبة؛

نبض سريع وضعيف؛

الدوخة وخفة الرأس؛

ضعف أو تشنجات العضلات؛

قيء وغثيان؛

فقدان الوعي.

الإجهاد الحراري وخطورته على مرضى القلب

طبيب قلب وشرايين يقدّم نصائح وقائية من الإجهاد الحراري، والذي يصنّفه كـ"حالة خطيرة على مرضى القلب"، وبرأيه "يؤثر الإجهاد الحراري على القلب بشكل أساسي ومن خلال عدة طرق، أهمها خسارة المياه من جسم المريض بسبب التعرق من موجات الحر".

ويؤكد على أنه "باعتباره طبيباً متخصصاً يتابع يومياً مرضاه ليراقب نسبة المياه التي يخسرونها مقابل المياه التي تدخل يومياً إلى أجسامهم من خلال السوائل التي يتناولونها".

ويضيف أنه من الضروري تحديد نسبة المياه لتجنّب أي مضاعفات على المريض، فعلى صعيد المثال نطلب من مرضانا ووفق حالة كل واحد منهم، أن يتناولوا مقدار750 ملل من المياه في الشتاء، ومضاعفة الكمية خلال فصل الصيف لبقاء الجسم رطباً ولحسن سير جميع أعضائه، وخصوصاً عمل عضلة القلب".

ويوضح أنه "في حال لن يتمكن مريض القلب بالتحكم بكمية المياه التي يشربها، لن يستطع القلب ضخّها وفي هذه الحالة تتراكم، لتسبّب ورماً في القدمين، كما تمتلئ الرئتان بالسوائل؛ ما ينتج عن خسارة المريض لأنواع المعادن في جسمه وإصابته بالجفاف"، حينها، بحسب تعبير فاخوري "يشعر المريض بضيق في التنفس واضطرابات تصيب كهرباء القلب، الأمر الذي سيؤثر سلبياً على القلب والرئتين والدماغ".

عدم التعرّض لأشعة الشمس.

عدم القيام بمجهود كبير، لأنه يتسبّب بالتعرق وخسارة السوائل من الجسم.

الجلوس في غرفة مكيفة، ولكن دون توجيه المكيف على المريض، على أن تكون حرارة الغرفة طبيعية، وفي حال يستعمل المريض المروحة بدلاً من المكيف، يُنصح بأن يجلس بعيداً عنها تجنباً للإصابة بالتشنجات أو التهابات في العضل.

وحول مدى خطورة الإجهاد الحراري، يشدّد د. فاخوري على أن "هذه الحالة وبطبيعة الحال هي خطر على مرضى القلب، في حين يمكن لأي شخص، لا يعاني من أمراض، أن يتحمّلها".

وعن علاج هذه الحالة، يلفت إلى أنه "لا يوجد دواء للإجهاد الحراري بل يقوم الطبيب بتعديل كمية الأدوية وفقاً لحالة كل شخص"، كما يشدد على أن "كل من يحمل بطارية قلب ويعاني من ضعف في العضلة، أن يتّبع نصائح الطبيب وإرشاداته اليومية، كي لا يؤثر الأمر سلباً على صحة القلب لديه".

نصائح لحماية القلب من الإجهاد الحراري

إذا كنت ترغبين في تحدي حرارة الصيف وحماية قلبكِ منها، فمارسي التمارين الرياضية برفقة شخص ما، ومن الأفضل أيضاً تجنّب الخروج في الهواء الطلق في وقت مبكر من بعد الظهر (12-3 من بعد الظهر)؛ لأن الشمس عادة ما تكون في أوجها؛ مما يعرضك لخطر أكبر للإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.

اختاري أحذية جيدة التهوية وابحثي عن الجوارب التي تطرد العرق، يمكن أن تساعد مساحيق القدم ومضادات التعرق أيضاً في التخلص من العرق.

ارتدي ملابس خفيفة الوزن وبألوان زاهية مصنوعة من أقمشة قابلة للتنفس؛ مثل القطن أو الأقمشة الاصطناعية التي تطرد العرق.

قبل 30 دقيقة من الخروج، طبّقي كريماً واقياً من الشمس مقاوماً للماء مع عامل حماية من الشمس (SPF 30) على الأقل، وأعيدي تطبيقه كل ساعتين، يمكن أن تساعد إضافة قبعة ونظارات شمسية تحجب الأشعة فوق البنفسجية أيضاً، في حماية جسمك من الحرارة.

حافظي على رطوبة جسمك عن طريق شرب بضعة أكواب من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين، وتجنّبي المشروبات التي تحتوي على الكافيين.

ابحثي عن ظل أو مكان بارد، وتوقفي لبضع دقائق، ثم رطبي نفسك وابدئي من جديد.

تعتبر التمارين الروتينية جزءاً أساسياً من صحة القلب، لذا لا تدعِي الحرارة تمنعك من ممارسة النشاط، تأكدّي من اتخاذ الخطوات اللازمة للبقاء آمنة أثناء تواجدك بالخارج في درجات حرارة عالية.

ضربة الشمس هي حالة طبية طارئة، إذا كنتِ تعتقدن أنك تعانين من ضربة الشمس وأنت بكامل وعيكِ، أو إذا رأيت شخصاً بالقرب منك يعاني من إحدى هذه الحالات، فاتصلي برقم الطوارئ على الفور، لا تعطي المصاب أي مشروب ليشربه، والأفضل نقله إلى مكان بارد لمساعدته على خفض درجة حرارة جسمه.