• 17 شوال 1445
  • 26 أبريل 2024

رياضة

الكمنجات تشدو للعائدين.. لماذا يحنّ لاعبو الأرجنتين للعودة إلى الوطن؟

ميداني

لا شيء يمكن أن يُقارَن بتشجيع مواطن أرجنتيني فريقه، حتى ذاك الوصف الذي يطاردهم دائمًا «الجنون» لا يمكن أن يختصر ذلك الحبل السري الذي يربط المشجع وناديه واللاعب ببلده الأم هناك في بيونس آيرس، وفي ضواحي الأرجنيتن أكثر ما ستصادفه الأولاد في الشوارع ومباريات كرة القدم. لهذا السبب يراود الحنين دائمًا لاعبي الأرجنتين للعودة إلى الوطن، تتسابق أقدامهم كما لو كانوا يرقصون رقصتهم الشهيرة «التانجو» في شوارع بيونس آيرس، لطالما تساءل الجميع ما الذي يدفع هؤلاء للإصرار على العودة السريعة لأوطانهم مهما حققوا من نجاحات في الخارج، مارادونا، وتيفيز، باتيستوتا. الجميع كانوا نجومًا في أوروبا وأسماؤهم ملء السمع والأبصار. يقولون: «تشجيع الأرجنيتن يحتاج حماسًا كهذا الذي ترقص به رقصة تانجو في ليلة شتوية رفقة امرأة جميلة».. التانجو، كرة القدم، تشجيع الأرجنتين. ثلاثة أشياء ترتبط ببعضها.. ربما يكون هذا التفسير الذي يطلقه بعض مشجعي الأرجنتين في وصف علاقتهم مع كرة القدم كافيًا لتفسير هذا الارتباط الغريب والحب الجارف لهذه اللعبة، فهو يختلف كلياً عن ارتباط باقي المشجعين بفرقهم ومنتخباتهم، فالقصة ليست في حب كرة القدم لكن في هذا الكم والإخلاص الذي يصل للبكاء فقط لأن رجلاً كبيراً يريد أن يشجع فريقه. لا يعرف أحد كم كان الأرجنتينيون غاضبين من الكاتب الأرجنتيني «خورخي بورخيس» عندما قال: «شهرة كرة القدم علامة على تفشّي الغباء» بالتأكيد كان نصيبه من السب مبالغاً فيه أو ربما يرفع أحد المشجعين صوت التلفاز ليغطي تماماً على صوته.. أو ربما استعار أحدهم مقولة لماذا لا تتعاملون مع الكرة كفن كمسرح كأدب.. أو صاح أحدهم بعنف «كرة القدم طريقة لعمل الحرب بوسائل أقل دموية مما تعودناه.».. أليس صاحبها «إمبرتو إيكو» كاتباً كبيراً أيضاً. لكن ما الذي يربط بين التانجو وكرة القدم في الأرجنتين؟ لا شيء، فقط كلاهما جنون.. لو كانت هناك مقارنة واحدة بين الكرة والتانجو فستلخصها أقدام مارادونا سابقاً وليونيل ميسي حالياً. رجل أنيق ببدلة سوداء (طقم منتخب الأرجنتين) وسيدة جميلة (كرة القدم) يراقصها، متشاركان في كل شيء لا هو يفارقها ولا هي تفارقه، تحدق الأعين بهما بينما هما يتمايلان يراقصان المشجعين على المسرح أو في ملعب كرة القدم، يمكن من هنا كان الارتباط العجيب بين المشجع الأرجنتيني وكرة القدم والتانجو. سأنهي مسيرتي في الأرجنتين.. سأعود لأختم مسيرتي في الأرجنتين.. سألعب لفريقي القديم في الأرجنتين، ثلاث جمل لا يوجد فرق بين أي منهما، جميعهم يحملون نفس المعنى والشعور. أطلقها كارلوس تيفيز الذي كان متوهجاً في يوفنتوس الإيطالي، الجميع يتسابق لضمه قبل أن يلبي نداء قلبه بالعودة لبوكا جونيورز. وأخرى لليونيل ميسى كانت صادمة، فـ(البرغوث) الموهبة الأهم ربما في التاريخ، هناك أندية تتمنى أن تفرش الأرض أموالاً من برشلونة إلى مانشستر سيتي أو يونايتد في إنجلترا كمثال، لكنه يريد أن يعود ويلعب يوماً ما ربما قريباً إن شاء.. وأخرى لسيرجيو أجويرو الذي يرفض إغراءات تجديد عقده، مفضلاً أن تكون كأس العالم المقبلة 2018 في روسيا نهاية الرحلة في أوروبا ليعود من جديد إلى الأرجنتين. لأننا ولدنا فقراء.. ربما يكون عنوانًا بارزًا أو تفسيراً دقيقاً لهذا الخروج وهذه الكربلائية التي تعيش داخل اللاعبين الأرجنتينيين تشعر أنهم لم يتمنوا يوماً الخروج من بلادهم لولا البيئة الفقيرة التي خرجوا منها. يحكي ماردونا قائلاً عن نفسه: «لو لم أولد في كوخ لما أصبحت مارادونا.. أفتخر بأني نشأت بالقرب من كومة الزبالة.. وإلا لما رأيتموني لاعباً ولا نجماً.. شـكراً لكومة الزبالة». في يوم ما استضاف التليفزيون الأرجنتيني طفلاً صغيراً لم يتعدَّ عمره الـ7 سنوات، هو دييجو مارادونا، سألة المذيع ماذا تتمنى، فقال: «أريد أن ألعب مع منتخب الأرجنتين.. أريد أن أحقق معهم كأس العالم.. أريد أن أكون أحسن لاعب في العالم».. كانت نبرته جادة لا تنقصها حدة أو إصرار، لكنها لم تكن كافية لتوقف سخرية المذيع منه.. نعم يا عزيزي لقد صار الأفضل في القرن العشرين وبطلاً لنسختين من كأس العالم. هذا الشغف ربما لا يمكن أن تراه في لاعبين آخرين في عز مجد دييغو هناك في نابولي الجنوب الفقير في إيطاليا تمنى أن يسعد الناس.. ماذا لو لعبت كما كنت طفلاً صغيراً في بركة من الطين.. الجميع وصفوه بالمجنون مارادونا الأفضل في التاريخ يلعب في الطين، لكنه نفذ فكرته كان بدايات عام 1984، وطالب إدارة النادى بتنظيم مباراة خيرية، لتجميع عائداتها ومنحها لوالد الطفل المريض، كى يجرى له عملية جراحية لم يكن بوسعه أن يتحمل تكاليفها بمفرده، لكن إدارة نابولى رفضت، ولكن النجم الأرجنتينى لم يتغاض عن فكرته، واستغل شعبيته وأقام المباراة في ملعب طينى في إحدى ضواحى المدينة الإيطالية القديمة. وأدى مارادونا وقتها الإحماء في موقف للسيارات، قبل أن يخوض المباراة ويتألق ويسجل هدفين، كان الثانى منهما رائعًا للغاية، وهو ما أسعد آلاف المشجعين من الطبقة الفقيرة، الذين اكتظوا لمشاهدة نجم التانجو ولاعبهم المفضل. يقول مارادونا عن حياته المبكرة: «أتذكر حينما كنت طفلاً يوم عاد والدي مرّة من العمل، وكان يومها لم يتقاض مالاً يكفي لإطعام ثمانية أفراد. كنا ننتظره بصمت، لأنه لم يكن لدينا طعام لنأكل، الناس لا يمكنهم أن يفهموا ذلك، وأعني بالخصوص أولئك الذين لم يتضوروا جوعًا يومًا ما، نحن لم نحتفل يومًا بعيد ميلاد لأحدنا، لأننا لا نملك المال لفعل ذلك، الأصدقاء والأقارب كانوا يمنحونك قُبلة بمناسبة عيد ميلادك، وتلك القُبَل كانت بمثابة أكبر هدية، فالفقراء لا يخذلونك ولا يتخلون عنك أبدًا». قبل أن ينتشله كشافو برشلونة لضمه إلى النادي الكتالوني، كان ليونيل طفلاً ضعيفاً مريضاً رغم موهبته يرى الكثير من المراقبين أنه لن يصلح. في سن الحادية عشرة، اكتشف ميسي إصابته بمرض نقص هرمون النمو، حيث كان يلعب في فريق كرة قدم محلي، تكاليف علاج ميسي كانت باهظة جدًّا للأسرة ذات الدخل المحدود؛ حيث يبلغ ٩٠٠ دولار شهرياً، وكانت الأسرة فقيرة لحد اضطرار والد ميسي للتسول لتوفير مصاريف علاج ابنه. وعندما حاول فريق ريفر بليت ضمه لصفوفه، توقفت صفقة البيع بسبب عدم قدرة النادي على توفير مصاريف علاج ميسي، لكنّ كشافي برشلونة أعجبوا به وضموه، بل وتكفلوا بمصاريف إقامة والديه، ليبتسم الحظ له من جديد. هل نسي ميسي بلاده؟ لا، لم يترك مناسبة حتى يقول: «كنت أحلم دوماً بذلك (اللعب في الأرجنتين) عندما كنت طفلا، لكني اضطررت للرحيل مبكرا بسبب وضعي ولم يحصل ذلك.. ذهبت إلى أوروبا وبدأت مع برشلونة لأصنع مسيرتي هناك، لكني أتمنى العودة إلى كرة القدم الأرجنتينية في يوم من الأيام». خوان رامون ريكيلمي هو الآخر تخلى عن مجده في أوروبا وتجاهل عروض مانشستر يونايتد وأرسنال وعاد تاركاً خلف ظهره مجده مع برشلونة وبعدها انتقل إلى فياريـال ليصل معه إلى قبل نهائي دوري أبطال أوروبا ويحقق نجاحًا كبيرًا لتنهال العروض عليه من أرسنال ومانشستر يونايتد، لكنه قرر أن يعود للاستمتاع بشغف مشجعي الأرجنتين وهم يصفونه بالفنان والموسيقار. ريكليمي الطفل الفقير المولود في فترة صعبة من تاريخ بلاده 1978 في مدينة بيونس أيرس، ليعيش ببيت متواضع مع إخوته الأحد عشر، أحب كرة القدم منذ صغره وتعلق بها كثيرًا فأصبحت كرة القدم هاجسه الوحيد، ويبدو أن ما كان يحلمه به بدا يتحقق ظهرت موهبته الفذة في فريق شباب أرجنتينوس انتقل بعدها إلى العملاق بوكاجونيورز. كان لخوان رومان ريكيلمي أسباب عدة للاحتراف، منها السبب الطبيعي لأي لاعب لاتيني وهو السعي تجاه الأموال والشهرة العالمية، وكان لريكيلمي سبب مأساوي آخر، وهو عملية خطف أخيه الأصغر ومطالبة الخاطفين لفدية مالية، وقاده هذا الأمر للنظر في أقرب فرص احتراف خارج الأرجنتين التي مازالت تشهد حالات عنف وإجرام متزايدتين، لينتقل لنادي برشلونة لكنه لم ينجح ليكرر تجربته هناك في فياريـال. ريكيلمي بدأ بعرض مواهبه التي جعلته مطلوبًا من كل الأندية القوية آنذاك، لكنه بعد كل ذلك ورغم صغر سنه عاد إلى بلاده. كارلوس تيفيز هذا المجنون الآخر من بوكاجونيورز إلى البرازيل رحلة غريبة انطلق منها إلى وست هام ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي إلى اليوفنتوس، لكن كل هذا لم يكن مغرياً بما فيه الكفاية ليستمر. عاد تيفيز إلى بوكاجونيورز ليلقى ترحبياً طال انتظاره حيث يعتبر هذا اليوم الأفضل في حياته عندما تم استقباله من أربعين ألف مشجع، بما في ذلك دييجو مارادونا في ملعب بومبونيرا الشهير. وعلق مارادونا الذي راقب حفل استقبال كارلوس تيفيز من شرفة الملعب وقد حمل لافتة تكريماً للبطل العائد وقال «شكراً للعودة كارليتوس»، فيما احتفت الجماهير برجوع ابنها الذي لعب للفريق في عام 2001 وكان يبلغ 18 عامًا. «في كل مرة أعود إلى زيارة (فويرتي أباتشي)، ألتقي أصدقائي ومعظمهم ليس لديه وظائف يقتات منها، ورغم محاولة مساعدتي لهم، كانوا يرفضون أن أدفع ثمن أي شيء» تصريحات أطلقها تيفيز حين وصفه البعض بالمجنون لأنه يفضل العودة لبلاده، لكنه كان يقولها متأثراً ويبكي.. «أريد العيش هنا في الأرجنتين، لا أفضل عليها أي مكان في العالم، تناول الطعام يومًا أو يومين في الأسبوع مع الأصدقاء لا يقدر بثمن». لخص تيفيز في هذه الكلمات لماذا عاد إلى هناك حيث يمارس كرة القدم كل أسبوع في البونبونيرا، استاد بوكاجونيورز الشهير. وأقول كما قال جاليانو عندما انتهى من كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل»: «وأبقى أنا مع تلك الكآبة التي نشعر بها جميعنا بعد الحب وعند انتهاء المباراة».

الارجنتين كرة القدم التانجو

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8414 30.9386
يورو 33.1144 33.2311
جنيه إسترلينى 38.6967 38.8310
فرنك سويسرى 34.9241 35.0499
100 ين يابانى 20.5514 20.6202
ريال سعودى 8.2235 8.2498
دينار كويتى 100.0858 100.4336
درهم اماراتى 8.3968 8.4239
اليوان الصينى 4.2869 4.3013

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 4,114 شراء 4,149
عيار 22 بيع 3,771 شراء 3,803
عيار 21 بيع 3,600 شراء 3,630
عيار 18 بيع 3,086 شراء 3,111
الاونصة بيع 127,954 شراء 129,021
الجنيه الذهب بيع 28,800 شراء 29,040
الكيلو بيع 4,114,286 شراء 4,148,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 05:50 صـ
17 شوال 1445 هـ26 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:43
الشروق 05:17
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:29
العشاء 19:52

استطلاع الرأي