اوعوا تسمعوا كلامنا!
سها عيسيميدانيهيا بنا أيها الأصدقاء، أدعوكم لمشاهدة فيلم من أجمل أفلام الطبيعة: قف بنا يا سارى حتى أريك صنع البارى! نحن فى قاعة الميكروسكوب الإلكترونى الذى يكبر الأشياء حتى مليون مرة بشعاع من الإلكترونات فى غرفة مفرغة من الهواء، والذى تم اختراعه سنة 1950!. لقد بدأ العرض بموسيقى تصويرية، بانوراما ماء يجرى، تسبح فيه كريستالات من البنور لها أشكال بديعة على شكل ظروف كبيرة وصغيرة وعلى شكل كرات صغيرة، أو وردات صغيرة، أو على هيئة Dumb - Bells أو غطاء التابوت!، كلها تسبح، تحاول أن تتجمع فلا تستطيع ذلك، لأن هناك آلاف الكرات الصغيرة التى تحمل شحنات كهربائية متشابهة، فهى فى حالة تنافر مستمر حتى تبعد هذه الكريستالات الجميلة عن بعضها البعض!. أنتم تشاهدون أيها الأصدقاء قطرة ماء، 96٪ ماء زلال و4٪ ما ترونه الآن!، هذه الكريستالات البلورية وكأنها سقطت من ثريا مضيئة لها أسماء مختلفة مثل الأوكسالات، اليورات، الفوسفات السستين، الزانثين، حامض اليوريك!، أما الكرات المتنافرة فى حركة دائمة فهى الكوليدات الحامية Protecting - Colloids التى تحمينا من تكوين الحصوات!، ولولاها لتجمعت هذه الكريستالات وتكونت الحصوات صاحبة أسوأ ألم.. وهو المغص الكلوى. هذه الكوليدات الحامية فى النساء أكثر من الرجال، لذا تجد نسبة الإصابة فى الرجال ثلاثة أضعاف النساء، وتزداد هذه الكوليدات أثناء الحمل زيادة كبيرة، فنحن فى وقت ولادة بيبى، وليس وقت وخروج حصوات!. كان زميلى دكتور جيلمور يعانى من تكوين حصوات باستمرار، سمعته مرة يدعو الله: يا إلهى أينما كنت.. أرجوك عذبنى بشىء آخر غير المغص الكلوى!. اكتشفنا أن الأسبرين يخرج من جسمنا فى البول على هيئة هذه الكرات الكهربائية التى تمنع تجمع الكريستالات، وبالتالى تكوين الحصوات! 75 ملليجرام «أسبرين أطفال» يوما بعد يوم طوال شهور الصيف!. اوعوا تسمعوا كلامنا وتمتنعوا عن شرب اللبن أو منتجاته خوفاً من الكالسيوم!، سوف تكونون حصوات أكثر وأسرع من الذين لا يسمعون كلامنا ويأكلون كل شىء!، لقد وجدنا أن حرمانكم من الكالسيوم يجعل أجسامكم تأخذ الكالسيوم من العظام ومعه مادة غروية تذهب إلى الكلى وتساعد على تكوين الحصوات.. إذن كلوا كل شىء مع شرب الماء بكثرة مع قرص الأسبرين!، البول العقيم تغسل به الجروح فى الحروب، بينما لعاب الفم إذا جاء على جرح قد يؤدى لتسمم دموى!. إن كلية القطة أكفأ من كلية الإنسان، وكلية حيوان الصحارى أكفأ من الاثنتين!. تجد بول الذئاب والثعالب خاليا من الماء كأنه ملح رشيدى!، لذا نجد بول مريض الفشل أو القصور الكلوى.. قريبا من ماء الصنبور، لأن ما تفشل الكليتان فى عمله من ناحية النوعية تعوضه فى الكمية. جدير بالذكر أن نفرق بين القصور الكلوى الذى لا يحتاج إلى غسيل أو زراعة كلى وبين الفشل الكلوى الذى يحتاج إلى غسيل أو زراعة. كان أنور وجدى يقول من يعطينى كلية ويأخذ الإيموبيليا؟!، وكان الدكتور سمير سرحان يقول من يعطينى رئة ويأخذ كل ما أملك!. لا يزال الفيلم مستمرا!، ها هى كرات الدم الحمراء تقول للكلى: شكراً.. لولا هرمونك Erythropoietin الذى تمنحيننى إياه لما كان لى وجود!. ما هذا التمساح الذى تنزل دموعه مدرارا وهو يلتهم فريسته!، ظالم وكمان رايح يشكى ويبكى!، هذه الدموع تساعد كلية التمساح فى التخلص من الصوديوم الموجود فى الفريسة!، إنها حقاً دموع التماسيح.. انتهى الفيلم. وأنشد أحد الحضور باقى الأبيات: الأرض حولك والسماء اهتزتا لبدائع الآيات والآثار من شك فيه فنظرة فى صنعه.. تمحو أثيم الشك والإنكار. [email protected]