ميروسلاف كلوزه.. قناص خطير ولد في منطقة الجزاء
كتبت أمل حسينميدانيأعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، اعتزال مهاجمه الدولي السابق ميروسلاف كلوزه، صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف في نهائيات كأس العالم والتحاقه بالجهاز الفني للمانشافت، لينهي مسيرة حافلة من الإنجازات والأرقام القياسية سواء مع الأندية أو المنتخب الألماني. ولد ميروسلاف كلوزه في أوبول في بولندا، وانتقل إلى ألمانيا، عندما كان في الثامنة من عمره، وكان يعتبر من أكثر العناصر خبرة في صفوف الـ«مانشافت» خلال مونديال 2014، الذي انتهى بتتويج منتخب بلاده بطلا. بدأ «ميرو» لقبه مسيرته الاحترافية بعمر العشرين عامًا في الدرجة الثالثة مع الفريق الرديف لاف سي 08 هامبورج، الذي لعب معه 18 مباراو وسجل هدفا واحدًا، وبعد 12 شهرا، انضم إلى صفوف فريق الاحتياطيين في كايزرسلاوترن. لم ينتظر كلوزه طويلًا قبل أن تتم ترقيته إلى صفوف الفريق المحترف وخاض معه 49 مباراة سجل خلالها 25 هدفًا. لفت هذا المهاجم الفعال والطموح الأنظار خلال موسم 2001-2002، قبل أن ينتقل إلى صفوف فيردر بريمن عام 2004، حيث ضرب بقوة في موسمه الثاني مع الفريق الأخضر، عندما سجل 25 هدفًا في 26 مباراة في الدوري المحلي، ليتوج هدافًا لـ«بوندزليجا» عام 2006، وأفضل لاعب للموسم، ونال مع بريمن لقب كأس المانيا في العام ذاته. لكن الغرور لم يشق طريقه إليه لأنه بقي شخصًا بعيدًا عن الأضواء، ونجح في الحفاظ على تواضعه بالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها، ما زاد من رصيده الشعبي لدى انصار المنتخب الالماني. برز كلوزه إلى الأضواء العالمية في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، حين سجل خمسة اهداف، لكن لقب الهداف في حينها ذهب إلى البرازيلي رونالدو صاحب 8 أهداف بينها ثنائية في مرمى المانشافت في المباراة النهائية «2-صفر». تابع كلوزه تألقه مع منتخب بلاده وتحديدًا في المونديال الذي أقيم على الأراضي الألمانية، حيث تُوج هدافًا برصيد 5 أهداف، بينها ثنائية في المباراة الأولى أمام كوستاريكا «4-2»، وأخرى في المباراة الثالثة أمام الإكوادور «3-صفر»، ثم أدرك التعادل للمانشافت أمام الأرجنتين في الدور ربع النهائي، عندما احتاج فريقه إلى ركلات الترجيح لبلوغ دور الأربعة، عندما خرج على يد إيطاليا صفر-2 بعد التمديد. انتقل إلى صفوف بايرن ميونيخ صيف عام 2007، حيث شكّل ثنائيًا خطيرًا في خط المقدمة إلى جانب الإيطالي العملاق لوكا توني، ونجح في موسمه الأول في الحصول على لقب الدوري والكأس المحليين، مسجلًا 21 هدفًا في جميع المسابقات، ثم حافظ على وتيرته التهديفية في الموسم التالي مسجلًا 20 هدفًا لفريقه الذي خرج خالي الوفاض، ما دفعه للتعاقد مع المدرب الهولندي لويس فان جال، الذي أطاح بتوني من الفريق وأبقى كلوزه على مقاعد الاحتياط في الغالبية العظمى من المباريات، ليكتفي الأخير بتسجيل ثلاثة أهداف فقط في الدوري، و6 في جميع المسابقات. وعلى الرغم من أنه قدم موسمًا مخيبًا للآمال مع بايرن ميونيخ، فإن مدرب المنتخب يواخيم لوف استمر في منحه الثقة بسبب الخبرة التي جناها في صفوف المنتخب الوطني، والدور الثمين الذي يلعبه في صفوفه واستدعاه لمونديال جنوب أفريقيا 2010، على الرغم من الانتقادات التي واجهها من وسائل الإعلام المحلية التي طالبت بالاعتماد على المهاجم البرازيلي الاصل كاكاو. حافظ كلوزه على هدوئه المعهود، ولم يرد على الحملات التي طالته في وسائل الاعلام الالمانية وكانت الإجابة على أرضية ملاعب المونديال الجنوب أفريقي، عندما سجل رباعية رفع بها رصيده إلى 14 هدفًا في تاريخ مشاركاته في العرس العالمي، قبل أن يسقط الرقم المسجل باسم البرازيلي رونالدو في المونديال الأخير عندما رفع رصيده إلى 16 هدفا، وتمكن من تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة مع المنتخب «71 هدفًا في 137 مباراة»، متفوقا على غيرد مولر «68 في 62 مباراة». واعتبر كلوزه الذي انتقل إلى لاتسيو الإيطالي عام 2011، بأنه حقق «حلم الطفولة باحرازه كأس العالم في البرازيل». كان كلوزه قريبًا جدًا من التتويج مع بلاده وفي أكثر من مناسبة، أولها عام 2002 حين ساهمت أهدافه الخمسة بقيادة ألمانيا إلى نهائي مونديال 2002، قبل أن تسقط في المتر الأخير أمام البرازيل بالذات، ثم أضاف 5 أهداف أخرى في 2006 في ألمانيا، حين وصل «المانشافت» إلى نصفالنهائي قبل أن ينتهي مشواره على يد إيطاليا التي تُوجت لاحقًا باللقب. وتكرر المركز الثالث مجددًا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، الذي ساهم فيه بأربعة أهداف مقابل خمسة لمواطنه توماس مولر، إضافة إلى وصوله لنهائي كأس أوروبا 2008 «سجل هدفين» والدور نصف النهائي من كأس أوروبا 2012 «سجل هدفا واحدا».مسيرته الدولية بدأ كلوزه مسيرته في صفوف المنتخب الألماني في مارس 2001، خلال مباراة ضد ألبانيا في تصفيات كأس العالم في ليفركوزن، حيث تألق من خلال تسجيله هدف الفوز قبل نهاية المباراة بدقيقتين، أي بعد ربع ساعة من نزوله إلى ارض الملعب، ثم فرض نفسه من العناصر الاساسية في التشكيلة حتى وصل إلى مباراته الدولية ال137 قبل اعتزاله قبل عامين، وهو سادس لاعب يتخطى المئة مباراة دولية في تاريخ المنتخب الالماني إلى جانب لوثار ماتيوس «150» ويورجن كلينسمان «108» ويورجن كولر «105» وفرانتس بكنباور «103» وتوماس هاسلر «101». قد لا يكون كلوزه بحجم نجومية الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والإنجليزي واين روني أو الفرنسي فرانك ريبيري، لكنه تفوق عليهم من خلال إحرازه اللقب العالمي، في حين لم ينجح أي من هؤلاء على ذلك، كما أنه اللاعب الوحيد في التاريخ بلغ دور الأربعة للمونديال 4 مرات. كما أنه يتقاسم رقمًا قياسيًا آخر مع «الملك» بيليه، وهما اللاعبان الوحيدان اللذان خاضا مباراتين نهائيتين للمونديال في مدى 12 عاما «لكن بيليه توج باللقب فيهما معا عامي 1958 و1970».