لم تكن موقعة الأميرية التي شهدتها منطقة عزبة شاهين شرقي القاهرة وقضت فيها الشرطة على 7 إرهابيين، هي الأولى التي يشارك فيها ويقودها شهيد الملحمة المقدم محمد فوزي الحوفي، بل إن تاريخه حافل وسجله مشرف بالبطولات.

شارك الشهيد الحوفي بصحبة زملائه من قوات الشرطة في العديد من المداهمات لأوكار الإرهابيين في القاهرة والجيزة، وأبلى بلاء حسنا، وعاد في كل مرة منتصرًا على الإرهابيين، وحتى تلك المرة التي لم يعد فيها إلى منزله، فقد نال ما تمناه طيلة أيام عمله، إذ استشهد في أرص المعركة، وهو الشرف الذي يناله ويبحث عنه كل جندي وقائد.

للشهيد مشاركة في موقعة بارزة كان فيها القائد، وقد نجح في القضاء على واحد من أخطر الإرهابيين وضبط أعوانه في منطقة الوراق بالجيزة، وأصيب حينها في قدمه.

تعود القصة البطولية إلى أبريل 2016، حيث وردت معلومات إلى الأمن الوطني بتردد عناصر إرهابية على شارع التل بالوراق، فتحركت قوة أمنية قادها الحوفي للتعامل مع الخلية، وداهمت المنزل الذي رصدته المعلمومات وكان يختبئ فيه 3 عناصر إرهابية، كان من بينهم الذراع الأيمن لهمام عطية مؤسس تنظيم "أجناد مصر" الإرهابي.

ما أن وصلت القوات، حتى بادرتها العناصر بوابل من الرصاص، وتمكنت من ضبط عنصرين منهم، إلا أن الأخير اعتلى سطح المنزل واستمر في إطلاق الرصاص، حتى تمكنت القوة الأمنية من القضاء عليه، وحينها أصيب الرائد محمد الحوفي بطلقة في قدمه ونقل على إثرها إلى مستشفى الشرطة.

وكشفت التحقيقات في 2016، أن الحوفي وقوته جنبوا مصر ومنطقة الوراق عملا إرهابيا محتملا بعد القضاء على الإرهابي، وضبط عنصرين آخرين من الخلية، كما تم العثور على بندقية آلية، و105 طلقات نارية، غير الفوارغ.

وأوضحت التحريات أن القتيل كان الذراع اليمنى لمؤسس "أجناد مصر"، المتورط في عدة أعمال إرهابية، منها تفجيرات جامعة القاهرة.

خلال 4 سنوات، واصل الشهيد الحوفي تفانيه في كل مهمة أوكلت إليه، حتى نال ما تمنى في أبريل 2020 واستشهد في موقعة الأميرية.

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان لها مساء 14 أبريل الحالي، أنه وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية، تستغل عدة أماكن للإيواء بشرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع أعياد المسيحيين.

وتم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها مما أسفر عن مصرع 7 عناصر إرهابية عثر بحوزتهم على 6 بنادق آلية، و4 أسلحة خرطوش، وكمية من الذخيرة مختلفة الأعيرة.

وأضاف البيان أن التعامل أسفر عن استشهاد المقدم محمد الحوفي بقطاع الأمن الوطني، وإصابة ضابط آخر وفردان من قوات الأمن.

وتابع البيان، وفي ذات الإطار، تم تحديد أحد مخازن الأسلحة والمتفجرات بمنطقة المطرية التي كانوا يعتزمون استخدامها في تنفيذ مخططهم الإرهابي وباستهدافه عثر على 4 بنادق آلية وكمية من الذخيرة.

يشار إلى أن الشهيد محمد فوزي الحوفي، ابن محافظة البحيرة، تخرج في كلية الشرطة عام 2004، عمل بمكافحة التطرف الديني في الجيزة والقليوبية قبل القاهرة، واستشهد في 14 أبريل 2020 في الأميرية.