قال الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، إنه أصبح من الضروري إتاحة الفرص للمتعلمين للتمكن من التعلم الذاتي، والتشجيع عليه من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة والحاسب الالي وبنك المعرفة وشبكة المعلومات الدولية والدخول علي المواقع الموثوق بها من اجل استكشاف المعارف والوصول اليها.

وأضاف حجازي، عبر صفحته الشخصية علي فيسبوك، أن هذه المهارات لم تعد من قبيل الرفاهية الآن بل صارت ضرورة ملحة، وفى هذا الصدد يؤكد العالم البرت أينشتاين أن التعليم الحقيقي ليس هو تعلم الحقائق وانما هو تدريب العقل على التفكير.

وأشار إلي أن الطلاب سيتعلمون خارج غرفة الصف مدعومين بأجهزة مختلفة، مستمعين لمعلمين من اختيارهم، كما لن تقتصر مهارات التعلم على استخدام الأوراق، بل سترتكز على أداء الطلاب في مجالهم، والتعليم لن يتلاشى ولكنه سيأخذ أشكالاً مختلفة.
واستعرض حجازي مجموعة من المبادئ التي ستشكل مستقبل التعليم خلال السنوات العشرين القادمة، وقال إن المناهج لم تعد الجاهزة والمفروضة من جهات عليا مناسبة للأجيال القادمة بل يجب أن تكون المناهج عبارة عن بناء اجتماعي متجدد ومفتوح السياق و يشارك في إعداده وبناءه الطلاب والمعلمين وتناسب مفردات العصر وتراعي مستجداته وتخاطب علوم المستقبل وتكون قادرة على تأهيل الطالب لما متوقع أن يستحدث من وظائف، وريادة الأعمال.
وأضاف أنه سيكون هناك التحرر من الزمان والمكان، بإتاحة فرص متعددة للتعلم خلال أيام الدراسة، ستكون هناك أوقات مختلفة، وأماكن متعددة، لافتا أن أدوات التعلم الإلكتروني تُوفر فرصاً للتعلم عن بعد، والتعلم الذاتي. الفصول الدراسية ستصبح مقلوبة ، بمعنى أن الجزء النظري من المنهج سيتم تعلمه خارج الفصل، بينما الجزء العملي يجب أن يدرس وجهاً لوجه وبشكل تفاعلي.

وأشار الي توفير أدوات تعليم تتوافق مع قدرات الطلاب وسيصبح الطلاب معززين بشكل إيجابي خلال عملية التعلم الفردية، وأن يتعلم كل متعلم وفق سرعته في التعلم وهنا يتحقق التأكيد على مبدأ مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، وسيكون بمقدور الطلاب تغيير عمليات تعلمهم وفقا للأدوات التي يشعرون أنها ضرورية بالنسبة لهم، سيتعلم الطلاب بأجهزة مختلفة، وبرامج مختلفة، وتقنيات تعتمد على رغباتهم.

وقال ان التعلم سيكون قائما على المشاريع، وتابع "بما أن المهن تتكيف مع مستقبل اقتصاد العمل الحر، فطلاب اليوم سيتكيفون مع التعلم القائم على المشاريع، و هذا يعني أن عليهم تعلم كيفية استخدام مهاراتهم في فترات قصيرة وظروف متنوعة".

وستعمل المدارس علي توفير المزيد من الفرص للطلاب لاكتساب مهارات العالم الحقيقية والتي ستؤهلهم لوظائفهم، وهذا يعني أن المناهج ستخلق مساحة أكبر للطلاب لينخرطوا في التدريب الميداني، وقيادة المشاريع، والمشاريع التعاونية.

وأكد أن المهارة الأساسية الجديدة ستصبح هي تقديم المعرفة النظرية في أرقام، واستخدام استدلالات العقل البشري لاستنتاج المنطق والتوجهات من هذه البيانات، ودمج الهندسة مع العلوم والمجالات المتضمنة في المناهج.
وأعلن عن إحلال التقييم محل الاختبارات، بحيث يمكن قياس المعرفة الحقيقية للطلاب أثناء عملية التعلم (تطبيق المعرفة بدلا من الحفظ والاستذكار)، وسيصبح الطلاب مشاركين أكثر وأكثر في تشكيل مناهجهم الدراسية.

وتوقع انه خلال العشرين سنة القادمة سيكون المعلم مرشد وموجه، ومتوقع ان يكون الطلاب أكثر استقلالية في عملية تعلمهم، وسيصبح التوجيه والإرشاد أساسيا لنجاح الطلاب، وسيشكل المعلمون نقطة مركزية في توجيه الطلاب للمعلومات الأساسية بين الكم الهائل من المعرفة ليشقوا طريقهم من خلالها، مما يتسق من توجهات العالم المتحضر في جعل الطالب هو مركز العملية التعليمية وليس المعلم.