مطار شارل ديجول.. هل يصبح بؤرة لانتشار كورونا؟
ميدانيكشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن وجود مصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بين موظفي مطار "شارل ديجول" في باريس، معظمهم منحدرين من إقليم "فال دو واز" الموبوء، مضيفة :"لكن السلطات الفرنسية تقول إنه لا يوجد خطر العدوى في المطار".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن إقليم (فال دو واز) الذي يعد بؤرة الفيروس في فرنسا، هو الموطن الأصلي لمعظم العاملين بالمطار الرئيسي في فرنسا، ورغم التحذيرات، فقد أصيب بالفعل أحد موظفي شركة من الباطن تابعة لمجموعة ADP لإدارة مطارات باريس".
وذكرت الصحيفة أن الموظف المصاب، توجه إلى مستشفى "بيشات" في باريس، وأنه قدم نفسه على أنه موظف داخل المطار وتم التأكد من تلك المعلومة.
ووفقاً لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية التي حاولت التحقق من معلومات صحيفة "لوموند" فإنه على الرغم من إنكار السلطات الفرنسية ورفضها للرد على عدوى الموظفين داخل المطار، وإمكانياتها لعدوى المسافرين، فإن ذلك الخبر يغذي مشاعر القلق الذي يتصاعد بين موظفي مطار شارل ديجول.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن موظف بالمطار -لم تسمه،- استنكاره عدم اتخاذ المطار الاحتياطات الكاملة لحماية الموظفين من العدوى، موضحاً أن عددا كبيرا من مواطني الإقليم الموبوء يعملون بالمطار ولا يتم عزلهم، كما أنه يتم تنظيف الطائرات العائدة من الصين ولكن لم يتم تعقيمها بالشكل الكافي أو اعطاء الموظفين للأقنعة لحمايتهم من العدوى.
من جانبها، انتقدت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية التدابير المتخذة في المطارات الدولية الفرنسية، لاسيما مطاري "شارل دي جول" و "أورلي"، مع استمرار انتشار فيروس كورونا في فرنسا وارتفاع الحالات إلى 257 حالة.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم عمل قطاع كبير من إقليم ( فال واز) الموبوء، فإن إدارة المطار لا تتخذ التدابير اللازمة، مقارنة بالتدابير المتخذة في مطار روسيا التي تجري "عملية الحجر الصحي على أعلى مستوى"، كما أن الطاقم الطبي مجهز بكاميرات حرارية، خاصة للطائرات القادمة من الصين، لضمان عدم إصابة أي مسافر بالحمى".
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه في المقابل، فإن المطارات في فرنسا لا تراعي تلك التدابير الاحترازية".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد موظفي مطار شارل ديجول، قوله:" في مطاري شارل ديجول على سبيل المثال أو أولي يبدو كل شيء طبيعيًا" مضيفاً: "لا توجد بدلة واقية للموظفين، ولا الكاميرات الحرارية، كما أن حواجز الفلتر غير موجودة، ببساطة فإن الركاب يتحركون في المطار بحرية في المجيء والذهاب دون ارتداء قناع".
ووفقاً للصحيفة فإن رواد التواصل الاجتماعي من الفرنسيين ينتقدون سياسة بلادهم داخل المطارات، ويخشون من سياسة التراخي المفرط، على الرغم من أن العديد من موظفي المطار يقيمون في إقليم (واز) الأكثر تضرراً من فيروس كورونا.
بدوره، قال المندوب العام لاتحاد المطارات الفرنسية نيكولاس بوليسين "نحن نتابع اليوم توصيات السلطات العامة، التي ترغب في أن تكون مكافحة فيروس كورونا مبنية على إعلام المسافرين بمناطق الخطر والمرض نفسه، دون إرهابهم".
وتابع:"وجود حمى لا يعني بالضرورة أن تكون حاملًا لفيروس كورونا".
وعادت "لكسبريس" لتقول إن" جميع الخبراء متفقون على أنها تدابير أمنية رمزية وعديمة الفائدة".
وكان عدد من حالات الإصابة ظهرت في فرنسا وغيرها من الدول بعد مرورها بمطار شارل ديجول، سواء كنقطة وصول أو انطلاق أو ترانزيت، منهم السائحون الفرنسيون الذين أعلنت فرنسا إصابتهم بعد عودتهم من رحلة في مصر ودول أخرى، وأحدثهم المصاب المصري الذي أعلنت وزارة الصحة اليوم أنه كان قادما من صربيا ترانزيت عن طريق باريس، حيث قضى في المطار 12 ساعة.