كيف تسبب الرئيس البرازيلي بولسونارو في أزمة بالقطاع الصحي لبلاده؟
ميدانيتسبب فشل البرازيل في الاستعاضة عن الأطباء الكوبيين العائدين إلى بلادهم بنظراء محليين في أزمة كبيرة في قطاع الرعاية الصحية في البلاد، بحسبما نقلته صحيفة «the new york times» الأمريكية، اليوم الثلاثاء.
ويذكر أن البرازيل بدأت في إعادة الأطباء الكوبيين العاملين في بلادها والمقدر عددهم بنحو 8300 طبيب منذ نوفمبر الماضي، في إطار برنامج رسمي اعتمدته حكومة الرئيس اليميني، جاير بولسونارو، بعدما جمّد برنامجًا اعتمدته الحكومة الاشتراكية السابقة لتعيينهم في قرى البرازيل الفقيرة والنائية، وانتقده الرئيس الجديد، واعتبره هدية مالية تقدمها البرازيل لحكومة كوبا.
ونقلت «التايمز» في تقريرها حول أزمة الأطباء التي سببتها مغادرة الأطباء الكوبيين للبرازيل صورًا لعيادة حكومية عامة في مدينة «إمبو داس آرتز» مزدحمة بالمرضى، لكنها خاوية من الأطباء، قائلة أن تواجد أطباء الطوارئ والرعاية الأولية بالعيادات الحكومية لم يعد متاحًا سوى يوم واحد أسبوعيًا في تلك المدينة التي يسكنها نحو سبعين ألفًا.
وأضافت أن مدن البرازيل فقدت مؤخرًا نحو ثمانية من كل 18 طبيبًا أي نحو 44% من إجمالي أطباء القطاع العام في البلاد، وهي خسارة مدمرة لشبكة العيادات المجانية بها، ما يفرض خيارات صعبة حول تلقى الرعاية الصحية واقتصارها تقديم الخدمات على يوم واحد بالأسبوع في بعض المدن.
وأشار التقرير إلى أن أزمة الرعاية الصحية التي يواجهها سكان مدينة «إمبو داس آرتز» البرازيلية تمثل جزءًا ضئيلًا من أزمة حوالي 28 مليون شخص في جميع أنحاء البرازيل، ممن تقلصت إمكانية حصولهم على الرعاية الصحية؛ جراء المواجهة اللازعة بين الرئيس البرازيلي وكوبا.
إذ أعلنت كوبا استدعاء نحو 8517 طبيبًا أرسلتهم إلى المناطق الفقيرة والنائية في البرازيل، على إثر الموقف الحاد الذي تعهد الرئيس البرازيلي بولسونارو باتخاذه عقب انتخابه في أكتوب الماضي.
وتسبب الرحيل المفاجئ لآلاف الأطباء الكوبيين، وعدم وفاء الرئيس، بولسونارو بوعده بإيجاد بدائل محلية، إلى أزمة صحية طاحنة؛ إذ صرح مسؤول العيادات المحلية في البلاد للتايمز، أن على الأطباء في بعض المدن الفقيرة والنائية كمدينة «إمبو داس آرتز» » المفاضلة بين المرضى واختيار الحالات الأسوأ لمعالجتها نظرًا لتكدس الحالات وعدم كفاية الأطباء.
وكان الرئيس البرازيلي المنتخب في أكتوبر الماضي، بولسونارو، قال في تصريح له في نوفمبر الماضي أن الجامعات تُخرج نحو 20 ألف طبيب سنويًا، وأنها تتجه لزيادة هذا العدد، لذا لا داعي لوجود أطباء كوبا، لكن وعقب مرور ستة أشهر من ولايته الرئاسية الأولى، والتي بدأت فعليًا في يناير الماضي، لا زالت البرازيل تكافح للاستعاضة عن الأطباء الكوبيين المغادرين، بعدما بائت كل محاولتها بالفشل لوجود نحو 3847 منصبًا طبيًا شاغرًا في القطاع الصحي العام، فيما تخلو نحو 3 آلاف بلدية نائية من الأطباء اعتبارًا من إبريل الماضي وفقًا لأحدث الأرقام الرسمية المتاحة.
وتعهد الرئيس البرازيلي بولسونارو، وهو شعبوي يميني، بإجراء تغييرات كبيرة على مبادرة «ميس ميديكوس» التي بدأتها الحكومة اليسارية السابقة في عام 2013 بإرسال أطباء للمدن النائية والفقيرة، مستعينة بالأطباء الكوبيين الذين شكلوا نصف كثافة أطباء هذا البرنامج اليساري الذي تم نشرهم في نحو 4 آلاف بلدية فقيرة ونائية في جميع أنحاء البرازيل كان يصعب حصولهم على الرعاية الصحية، الأمر الذي كان يلزم الحكومة البرازيلية بملايين الدولارات شهريًا، وهي أموال رآها اليميني بولسونارو، بمثابة هدية ترسلها البرازيل إلى حكومة كوبا اليسارية، ودعى عبر برنامجه لإيقافها بإيقاف البرنامج، والاستعاضة عن الأطباء الكوبيين بأطباء محليين.