مديرة مدرسة بعثت برسالة وداع لتلاميذها قبل وفاتها بالسرطان..فكانت جنازتها مختلفة بالألوان والرسومات
كتبت سارة أحمد محمدميدانيكانت مراسم توديع "سو إيست" مديرة مدرسة إس تي آندروز أكاديمي الابتدائية، الواقعة في إحدى المدن الفرنسية مختلفة للغاية؛ فالمديرة التي بعثت برسالة حب ووداع لتلاميذها فى آخر لحظاتها، رقدت في تابوت زخرفته فنون ورسومات صنعتها أيادي تلاميذها ردًا على رسالتها النبيلة لهم.
كانت سو إيست "المبهجة"، "الملهمة"و "الخيرة" بحسب توصف زملائها و تلاميذها معًا، محبوبة صادقت الجميع ومنحت كل من حولها حبًا غير مشروط، ليمتد آثرها الإيجابي إلى خارج جدران المدرسة.
توفيت إيست في ديسمبر الماضي، عن عمر يناهز 58 عامًا، بعد رحلة لم تدم طويلا مع مرض السرطان، لكنها قبل وفاتها قررت أن تبعث برسالة إلى تلاميذها، نقلتها جريدة "ديلي ميل" البريطانية، ونقلت معها تفاصيل جنازتها الفريدة والملهمة.
- رسالة وداع وطمأنة واعتذار
تضمنت رسالة إيست الأخيرة لتلاميذها رسائل حب ودعم ووداع؛ فبعدما اعتذرت لهم عن إنها لن تتمكن من حضور احتفالات الكريسماس معهم، أخبرتهم أن يطمئنوا عليها، ولكن عليهم أن يتقبلوا أنها ستموت قريبًا لذا آن الآوان أن تودععهم جميعًا قائلة: "أنا راحلة حيث الجانب الآخر من المغامرة".
- نقاط ضوء فى أصعب المواقف
وتابعت رسالتها: "ممتنة لصداقتهم وللحظات الفرح والسعادة التي أمضتها معكم".
ثم انهت رسالتها بكلمات اقتبستها من الرواية المسيحية المجردة الشهيرة لـ"سي اس لويس": "يمكنك العثور على نقطة ضوء خيالية في كل موقف مهما بلغت صعوبته".
- نعش كما صاحبته "ملهم" و"مبهج"
غطى كل سنتيمتر من نعش إيست بعمل فني، أو رسمه صنعتها أيدي أحد الأطفال المحبين لها، فبدى ملون بفراشات وورود وقوس قوح، لتكون جنازتها مثلها تمامًا "ملهمة" و"مبهجة" و"فريدة".
- شخصية استثنائية وملهمة
استقبل ابنائها الثلاثة، جون وسوزانا وجوشيا، رسائل زملائها المؤثرة والذين وصفوها بـ"الشخصية الاستثنائية"، و"الملهمة".
وفي جنازتها التي لفتت أنظار بعض وسائل الإعلامي تحدث ابنها الأكبر "جون" عن أنها طالما كانت تصف الأطفال بأنهم"كائنات ملائكية"، مضيفًا: "وكأننا نحتفل اليوم بحياة أمي التي أمضت عمرها تحب كل من حولها بشكل غير مشروط".
- حب الحياة وتقبل الموت
أما ابنتها الوسطى "سوزانا" حكت عن كلمات أمها الداعمة لكل من حولها، وأصغر تلاميذها "إشعيا" الذي تخيل كما لو كانت أمه تنصحه الآن بأن يركز على الرسالة التي سيوجهها لها لتوديعها، من دون أن يكترث أن تلك هي جنازتها، ثم علق قائلًا: "رغم أنهاكانت تمضي أوقاتًا كبيرة في العمل، إلا أنها أثرتنا بالكثير من القيم، فلن أنسي كيف نصحتنى أن اتعلم للعلم من دون الاكتراث للاختبارات، وطالما نصتنا أن نحب الحياة ونتقبل أيَضًا فكرة الموت".
- امتد تأثيرها الإيجابي إلى خارج جدران المدرسة
أما زملائها ونائباها في إدارة المدرسة "تام ستيفن"، و"جايين سميث" قالا إنها كانت شخصية استثنائية، وإنها حولت مدرسة سانت آندروز إلى مجتمع فريد كانت تقوده وهي تحث الجميع على المساواة والابداع والتنوع.
فقال زميلها، تام ستيفن: "كانت رائدة في مجال التعليم الابتدائي وامتدت آثارها الإيجابية إلى خارج جدران المدرسة"
أما جايين سميث، قال: "تركت بمواقفها مع الجميع آثارًا ستظل ترافقهم".