«حلم» ذوى الإعاقة يتحقق بأول رصيف «متاح» فى مصر
كتبت ندى رمضانميدانيرصيف بطول 2 كيلومتر يحيط بمنبر العلم «جامعة القاهرة»، ليكون بذلك هو بداية منبر آخر ينير الطريق لذوى الإعاقة، الذين اصطفوا بجانب بعضهم على الرصيف، أسفلهم بلاطات طولية الشكل ودائرية استرشادية وتحذيرية، صُنعت خصيصاً لهم، يسيرون عليها عدة مرات ذهاباً وإياباً، تصاحبهم البهجة والحماس، وتحيطهم اللوحات المرفوعة، لتبدأ أولى فعاليات مبادرة «انطلق»، التي أطلقتها مؤسسة حلم، لافتتاح أول رصيف ممهد لذوى الإعاقة في مصر، أمس الأول، تحت رعاية محافظ الجيزة. تأسست «حلم» منذ أكثر من عامين، بهدف توظيف ذوى الإعاقة في مصر وتسهيل طرق المعيشة لهم، واستطاعت أن توفر لهم- بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الاتصالات- فرص عمل في مصانع ومكاتب تأهيل، ومنذ عام بدأوا في التخطيط لمشروع «انطلق»، وهو عبارة عن توفير طرق ممهدة في جميع أنحاء مصر لتسهيل حركة السير على ذوى الإعاقة، وبدأ تطبيقها على أول رصيف سور جامعة القاهرة، من خلال تصنيع بلاطات مخصصة صنعت في مصر، وأخذوا النموذج من اليابان ليكون استرشاديا وتحذيريا لهم. «جايين النهارده نحتفل بأول رصيف ممهد في مصر لذوى الإعاقة، واليوم يبدأ بافتتاح السيد الوزير للمشروع، وهنمشى معاه على الرصيف لمدة 15 دقيقة، وهندخل بعدها حديقة الأورمان، ثم يبدأ حفل غنائى بمشاركة فريق شارموفرز والمطرب أسامة الهادى»، هكذا قالت آمنة رفاعى، مدير ومؤسس «حلم»، التي يعمل بها 20 شخصا وأكثر من 500 متطوع، كما حضر الافتتاح وفد من مؤسسة «جايكا اليابانية»، التي أشرفت على المشروع. محمود يوسف، 27 عاما، عضو متطوع في المؤسسة، لاعب تنس كراسى متحركة، حُرم من السير منذ 7 أعوام بسبب حادث تعرض له، ومن حينها بدأ «محمود» يتعرض لعقبات في حياته بسبب الإعاقة من مشكلات السير والمواصلات وعدم تجهيز الأماكن العامة والخاصة في مصر لذوى الإعاقات، بجانب عدم توفير الوظائف، الأمر الذي حثه على التطوع مع «حلم» لإطلاق تلك المبادرة. ويقول: «المؤسسة غير هادفة للربح، وأطلقنا المشروع بسبب أن المشكلة الكبرى من توظيف المعاقين هي انهم ميعرفوش يروحوا شغلهم بسبب الطرق غير الممهدة، فبدأنا مشروعنا (انطلق)، وهيكون كمان عبارة عن تطبيق وموقع على الإنترنت يقدر ذوى الإعاقة يدخلوا عليه ويعرفوا الأماكن المتاحة ليهم وهيقدروا يروحوا المكان ده ولا لأ». ويضيف «محمود»: «البلاطات لسة محدش اتدرب عليها، لأنها أول مرة تكون موجودة في مصر، لكن الموضوع سهل جداً، هُمَّه عبارة عن بلاطات طولية بتعَرَّف لو حد كفيف انه ماشى صح، وبلاطة دائرية بتحذره انه هيقف ويغير الاتجاه، بجانب تمهيد الطريق لأصحاب العربات المتحركة». ووسط الاحتفالات والصخب، وقفت سيدة خمسينية، من طبقة أقل من المتوسطة، تحمل لوحة المبادرة، جاءت من مكان بعيد لتشارك في تلك المبادرة من أجل ابنتها، وهى نادية عبدالصبور، أم لـ3 أولاد أيتام، وتقول: «بنتى فقدت عين ليها، بسبب ان ابن خالها رمى عليها مية نار عشان مارضيتش تتجوزه، ووشها كمان اتشوه، أنا مستعدة أشيل اللوحة على قلبى طول العمر عشان حد يعالج بنتى ويتبنى حالتها». وتقول ابنة «نادية»، «سناء»، فتاة عشرينية، طالبة جامعية: نفسى ارجع اشوف بعينى دى اهم حاجة، لأنى أكيد بواجه صعوبات كتير، ودى من أسباب انى جيت أشارك هنا النهارده».