• 19 رمضان 1445
  • 29 مارس 2024

رأى ميداني

حوار مع النفس

ميداني

وقفت كثيرا أمام إحدى الأبحاث التى تفيد باكتشاف جهاز يستطيع التغلغل داخل الذاكره البشرية ومحو الذكريات السيئه منها , ورغم أن هذا الخبر الذى جاء فى أحد المواقع الإلكترونية , أسعدنى كثيرا , إلا انه جذبنى كالأمواج العاتيه الى اعماق ذكرياتى السيئه , فقد اطلت جميعها برأسى , وكاننى سكبت الزين على شعله مازال رمادها يؤرقنى , .. لم اتجادل كثيرا مع نفسى فانا اعلم ان الاوان قد فات , وان الموقعه الكبرى بينى ونفسى اتيه لا محاله , لملمت اوراقى وذهبت الى المنزل , فرغم انى مجبر على المواجهه الا ان اختيار مكان المعركه كان حقا اصيلا لى .

معلومه


ربما يرى البعض ان كتاباتى لا تحمل فى طياتها سوى الياس والاحباط , لا تنظر سوى للمنطقه القاتمه فى حياتنا , والسؤال هنا , اتشعر انت انك بخير ؟؟ اتشعر بان هذا البلد يحمل لنا شعاع امل واحد ؟؟ , كما اتى فى نهاية الامر لا اريد التاثير على احد بهذه الكتابات او ابتغى منها الشهره والمجد , بل هذه تعبر عنى , عن ما اشعر به , انا فقط .


البداية


وصلت الى منزلى وقد بدا على جهى انى مقبل على شىْ ما , لكنى لم استسلم دفعة واحده , لم ارغب فى ان اكون فريسه سهله لهذه المواجهه, انما امسكت بهاتفى وبحثت فى الاسماء الكثيره المدونه عليه , لكنى سرعان ما القيت به بعيدا فالرقم الوحيد الذى يستطيع صاحبه ان ينتشلنى من كل هذا , غير متاح , من المؤكد انه متاح الان لغيرى , ولكن ليس لى , اشعلت جهاز التليفزيون ربما اجد فيه ما يفرج عنى , الا اننى لم اجد سوى شريط من الذكريات يسير على الشاشه , وهنا طرات على بالى فكره اخيره , نهضت مسرعا كالمجنون ابحث عن الحبوب المنومه التى بت الجا اليها مؤخرا , فقد وجدتها بعد ان غيرت معالم غرفتى , لا اذكر كم ابتلعت من اقراص , ولكن اعضائى هدات كالمدمن الذى حصل على جرعته , درت ببصرى فى الغرفه حتى ثبتت  على رواية انا عشقت , قلبت صفحاتها فى هدوء حتى ياتى النوم , ولكنه لم يات , وكان حبوب النوم قد تحالفت ضدى ككل شىْ حولى , اصبحت كالغريق الذى يبحث عن طوق نجاه , اخرجت كومة الاوراق من قاع حقيبتى ,, مررت بعينى على المشاهد الاخيره من مسلسلى , ولكن سرعان ما مللت , فلم تغرينى هذه الصلابه التى يدارى بها ابانوب ياسه , رغم انهياراته الداخليه , رغم كل ما عاناه , لم يجذبنى دلال رضوى , الحب الطاغى لساره , فقد مللت هذه الشخصيات الورقيه , رغم انها صنيعتى , انا من اتحكم بمصائرها .


بداية الهجوم


لحظات قليله وبدا الهجوم الضارى , وكان هذه الذكريات عدو انتظر ان افقد ما تبقى من قوتى فى محاولة الهرب , ثم انقض على وقد اصبحت لقمة صائغه , فريسه سهله المنال , ولان الاحداث دائما ما تكتسب اهميتها بمدى تاثيرها عليك , فقد جاءت الثوره فى مقدمة هذه الذكريات , فعندما تصل الى هذه اللحظه التى تتواجه فيها مع نفسك , ستصل الى قناعة ما , وقناعتى اننا نحن لا احد غيرنا , ما تركنا ثورتنا تضيع فى مهب الريح , فقد اصبحنا كالخرقة الباليه التى يتقاذفها العسكر والاخوان فيما بينهما , لا اتحدث هنا عن التضحيات التى قدمها الكير منا , او عن الثقوب والجروح التى ما زالت شاهد عيان على ما قدمناه , بل اتحدث عن النضج الثورى الذى كان سيجنبنا كل هذه الاحداث , اتحدث عن هؤلاء الذين صعدوا فوق اكتافنا حتى يصلوا الى ما هو ابعد من الثوره , عن من وثقنا بهم , وعتفنا لهم , عن هؤلاء اللذين نعلم جيدا نواياهم , ولا نملك سوى التهامس عنهم فيما بيننا , اتحدث عن الثوره التى ضاعت بسبب تصارعنا , وعشوائيتنا , وجهلنا ,
زفرت نفسا طويلا وكانى احاول اخراج شىْ ما علق بحلقى , لم استطع الاحتفاظ بدموعى , فقد تدفقت غزيره , شعرت بدفئها وتذوقت طعمها المالح , لم اشعر بقدمى وهى تسير نحو الحمام , رشقت  وجههى ببعض الماء , نظرت الى المراه للحظات , كدت افقد فيها عقلى ولكن سرعان ما انهالت على الذكريات وجذبتنى الى منطقة اخرى اكثر جنونا , فقد وجدت نفسى امام هذه اللحظه المهيبه التى خرج فيها والدى محمولا فوق تابوت خشبى , فرغم انى قلبى كان يحدثنى بخطب ما فى هذه الليله الا اننى وصلت متاخرا كعادتى , فلم استطع رؤية ملامحه فى لحظاته الاخيره , او تلقينه الشهاده , لم يهمس لى بوصيته الاخيره , بهذه الكلمات التى نظل نحتفظ بها حتى رحيلنا , بل تركت كل هذا لاشقائى الصغار .


اشتدت حالتى سوءا ولكن هذا الانهيار الذى بدا جليا وواضحا على وجهى لم يشفع لى عند هذه الذكريات , بل زادها ضراوه , فقد تجسدت امامى وجوه من تسببوا فى المى , لم اشعر وقتها بالكره ناحيتهم , فلم اذكر انى حقا كرهت احدا من قبل حتى لو تظاهرت بعكس ذلك , بل احسست بالغباء , الغباء فى ان اعطى كل ما املك الى من احب , ان افتح كل ابوابى الموصده لكل من اقترب منى , دون حذر , فاصبحت كالدفتر الذى قرات كل كلماته واصبح بلا جدوى , ولم احتفظ بشىْ لنفسى , لى انا بعد ان  انهارت كل قواعدى واصبحت كالسجين الذى صعق ب 100 فولت من الكهرباء , سقطت ارضا , لم اقوى على النهوض , لم اقوى على التفكير , الانتحار , التذمر , اى شىْ .. لم اعد اقوى على شىْ !! .

حوار مع النفس على حلبى

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8414 30.9386
يورو 33.1144 33.2311
جنيه إسترلينى 38.6967 38.8310
فرنك سويسرى 34.9241 35.0499
100 ين يابانى 20.5514 20.6202
ريال سعودى 8.2235 8.2498
دينار كويتى 100.0858 100.4336
درهم اماراتى 8.3968 8.4239
اليوان الصينى 4.2869 4.3013

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 4,114 شراء 4,149
عيار 22 بيع 3,771 شراء 3,803
عيار 21 بيع 3,600 شراء 3,630
عيار 18 بيع 3,086 شراء 3,111
الاونصة بيع 127,954 شراء 129,021
الجنيه الذهب بيع 28,800 شراء 29,040
الكيلو بيع 4,114,286 شراء 4,148,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 03:41 مـ
19 رمضان 1445 هـ29 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:20
الشروق 05:48
الظهر 11:60
العصر 15:30
المغرب 18:12
العشاء 19:30

استطلاع الرأي