لافتة بيضاء على أحد العقارات السكنية فى شارع الحوض بحى عابدين، مدون عليها 3 كلمات بالخط الأحمر لخصت فيها الجدة ميرفت محمد، 61 عاماً، ربة منزل، كل معانى الحسرة والألم التى تعيشها منذ أكثر من 9 أشهر: «عايزة أشوف حفيدى». لا تكتفى «ميرفت» بمجرد تعليق اللافتة فى شرفة منزلها، وإنما قررت أن تجوب بها الشوارع بمفردها لعل رسالتها تصل إلى المسؤولين، وكان آخرها أمس الأول، عندما انطلقت باللافتة فى محيط ميدان التحرير. وقفت «ميرفت» هناك ورفعت اللافتة على أمل أن تجد أى استجابة، لكنها فوجئت برد فعل معاكس لما تمنته تماماً، فتسببت هذه اللافتة فى إلقاء القبض عليها والذهاب لقسم قصر النيل، وتقول: «فى القسم خلونى أمضى على تعهد إنى منزلش أقف باللافتة فى الشارع تانى واضطريت أمضى عشان أمشى». رحلة ميرفت للوصول لحفيدتها أسيل، وعمرها 3 سنوات وثلاثة أشهر، والتى تعيش مع والدتها فى محافظة الإسكندرية بدأت فى الثامن عشر من شهر مايو 2016، بعد أن ربحت الزوجة قضية الخلع والحضانة التى رفعتها على زوجها، وابن ميرفت. وتقول ميرفت: «فى يوم مرات ابنى قالت هسافر إسكندرية أشوف والدى وسابتلى حفيدتى، وراحت ومرجعتش ورفعت قضية خلع من هناك، وأسيل فضلت فى حضنى سنة وتلات شهور مفيش مرة فكرتتشوف بنتها». اضطرت ميرفت أن تترك حفيدتها لوالدتها بعد حكم المحكمة، وتقول: «من ساعة ما خدتها وهى رافضة تخلينى أشوفها، ولسه ابنى رافع قضية رؤية ولما يتحكمله بالتلات ساعات اللى بيكونوا فى مكان عام، ساعتها برضه من حق والدة أسيل تمنعنى أنا أشوفها بعد كل ده». ما بين انتظار أحكام قضائية «مُنصفة» لميرفت وبين توسل الجدة لرؤية الحفيدة، كرست ميرفت وابنتها رباب وقتهما فى قراءة حقوق الآباء والأقارب فى رؤية الأطفال بعد الانفصال، وانضما لحملة «تمرد ضد قانون الأسرة»، وتقول رباب: «من ساعتها وإحنا بندعم قانون الاستضافة، اكتشفت إن مش بس أسيل هى اللى مشكلة، لا فى 9 ملايينأسرة زينا». حديث ميرفت لا يخلو من البكاء والاشتياق لحفيدتها، التى تبحث عن كل السبل لتتمكن من رؤيتها والاطمئنان عليها، وتقول: «اللى بيحصل ده ظلم، ليه القانون ميدنيش فرصة أشوف حفيدتى زى جدتها من الأم، ليه البنت تنسانى وتنسى شكلى».