• 10 شوال 1445
  • 19 أبريل 2024

فن وثقافة

«بليغ حمدى » صنع تاريخ «وردة» ومات مجروحًا منها

ميداني

فى عام 2000، عرف أن الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم يمر بأزمة صحية ويقضى فترة نقاهة بالمستشفى، فحمل «العود» وذهب إليه برفقة بعض الأصدقاء، وهناك سحرت موسيقاه قلب «نجم»، فالرجل بعثر أدويته أمام لحن جديد للراحلة ذكرى، اسمه «أنا شايفة»، وسلم روحه وأذنيه لجمال النغم ورقته، ولم يقل إلا جملة واحدة كان يرددها بين الحين والحين: «الله يا جبالى». «المصرى اليوم» التقت الدكتور ممدوح الجبالى، أستاذ آلة العود بالمعهد العالى للموسيقى العربية، الذى أثرى المكتبة الموسيقية المصرية والعربية بعشرات الألحان، فضلا عن العديد من التسجيلات التى شارك بها مع كبار الملحنين، وأبرزهم عبقرى النغم بليغ حمدى. وقال «الجبالي» إنه متفائل بمستقبل مصر، لأنها تمرض ولا تموت، وإنه دائما يرفض تصدير الطاقات السلبية للشعب، وإن الجيل الحالى من الجمهور ظُلم غنائيا وطربيا، وإن عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان «أسود من قرن الخروب»، لافتا إلى أن بليغ حمدى صنع تاريخ وردة ومات مجروحاً منها لأنها كانت حبه الوحيد. وأضاف أن المهرجانات الشعبية أكبر وباء أصاب البلد، وأن الأغنية العاطفية «راحت فى داهية»، مشيرا إلى أنه أوشك على الانتهاء من العرض المسرحى «بُردة البصيري»، والذى يعد أول أوبرا غنائية عربية.. وإلى نص الحوار: ■ بداية، حدثنا عن ذكرياتك الأولى مع تعلم العزف فى المدرسة. - الموهبة بدأت التسلل إلى وجدانى مبكرا، تقريبا فى المرحلة الابتدائية، وقتها كنت مشغولا كأى طفل بلعبة كرة القدم، لكن تركت هذا العالم كله خلفى وذهبت لغرفة الآلات الموسيقية، ساعات طويلة كنت أقضيها داخلها، أحمل هذه الآلة، وأجرب تلك، وبمرور الوقت تعلمت العزف على آلات الزايلوفون والأكورديون والمندولين والبانجو، لكن دائما كنت أبحث عن آلة أخرى تحقق النغم الموجود بداخلى، وفى المرحلة الإعدادية ذهبت إلى آفاق جديدة ومناطق مختلفة فى العزف الشرقى، وذُقت حلاوة «الربع تون» بتعديل بسيط أجراه أحد الأصدقاء على آلة الأكورديون، وفى الإجازات الصيفية بدأت كأى بورسعيدى وقتها العمل فى التجارة، والتحقت بمركز شباب مدينة بورسعيد، وهناك وجدت العود، ولم أشعر بنفسى إلا والعود فى حضنى وأنا أعزف تلقائيا، لأنه يشبه إلى حد كبير آلتى المندولين والبانجو، كونهما من الآلات الوترية، وكان أول لحن أعزفه على العود «حب إيه»، ومن هنا التقيت أخيرا بالآلة التى بحثت عنها طويلا، واستطعت من خلالها ترجمة مشاعرى وأحاسيسى إلى الموسيقى الشرقية العظيمة. ■ وماذا عن دور المعهد العالى للموسيقى العربية فى حياتك؟ - أنهيت المرحلة الثانوية بـ50% تقريبا، لكن قبل النتيجة حددت هدفى ووجهت بوصلتى نحو المعهد عام 1986، لدراسة آلة العود أكاديميًّا، ومنذ اليوم الأول فى الدارسة بدأت العمل فى شارع الهرم مع عدد كبير من العازفين الكبار، منهم عازف الكمان محمود الجرشة، وعازف الناى سيد أبوشفة، وكان للعمل فى هذه الفترة مكسبان كبيران، الأول توفير مصروفات الدراسة، والثانى كان معتركا حقيقيا للتدريب والتطوير من الذات، فهناك كنا نقدم أغانى طربية حقيقية، بالإضافة إلى وصلات الفرق البدوية، ووقتها كنت أصغر عازف فى الفرقة، وكنت أحصل على 80 جنيها فى الليلة الواحدة، وبعدها أعود إلى المعهد صباحا، كما تعاونت مبكرا فى تسجيلات عدد كبير من المطربين، والموسيقى التصويرية لمسلسلات وأفلام عدة، أبرزها «ليالى الحلمية، بوابة الحلوانى، زمن الحلم الضائع، لعبة الأمير، فيلم دنيا عبدالجبار». وفى العام الثانى من الدراسة التحقت بفرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، التابعة لأكاديمية الفنون، بقيادة المايسترو الكبير حسين جنيد، وأصبحت «صوليست» الفرقة فى السنة التالية، وعزفت العديد من الصولوهات المنفردة من خلال حفلات الفرقة. ■ كيف كان العمل مع الموسيقار الراحل بليغ حمدى؟ - بليغ رحمة الله عليه تأثرت به كثيرا، فالرجل أعظم من أنجبت الموسيقى العربية، ولما عاد إلى مصر فى نهاية تسعينيات القرن الماضى بعد تغريبة طويلة قضاها «ظلما» فى باريس بعيدا عن وطنه، كان فى أحد مستشفيات مصر الجديدة، وسمعنى فى حفل للمطربة أنغام، وبعدها اتصل بى وطلب منى الحضور للاستوديو عصر اليوم التالى، لتسجيل ألحان مسلسل «بوابة الحلوانى»، وخلال تسجيل الـ 8 ألحان الأولى، رأيت بليغ كأنه فى الستينيات، متعة وعمل وجهد، لدرجة أنه طور العمل من 8 إلى 65 لحنا تقريبا، وأنفق على العمل حوالى 80 ألف جنيه خلال عامين ونصف العام، رغم أن ميزانية قطاع الإنتاج المخصصة للعمل وقتها كانت أقل بكثير، وبعد التسجيل فى اليوم الأول أصر على أن أذهب معه إلى البيت، ومن هنا بدأت علاقتى ببليغ، وأصبحت لا أفارقه ليل نهار، وكنت فخورا بثراء التجربة الأولى، وبعدها سجلنا سويا أعمالا مختلفة لأغلب مطربى الوطن العربى، فالرجل كان مغامرا بطبعه، ويرفض تماما لقب موسيقار قبل اسمه، وأكثر شيء أحزن بليغ فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات أنه لم يكرّم فى احتفالات نصر أكتوبر، رغم أن أشهر أغانى النصر خرجت من تحت يده، فالرجل كان صاحب رسالة ولديه مشروع قومى اسمه «تمصير الموسيقى». ■ ماذا عن دور وردة فى آخر سنوات بليغ قبل الرحيل؟ - بليغ حمدى صنع وردة وتاريخها، ومات مجروحا منها، لأنها كانت حبه الوحيد، وقبل رحيله كانت تتعمد أن تغضبه بالتعامل مع غيره فى تلحين أعمالها، ولم يكن فى حياة بليغ بعد عودته إلى مصر إلا ممدوح الجبالى والشاعر الكبير سيد حجاب، والفنان الراحل محمد رشدى، والشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى، وهيثم حمدى. ■ ما تقييمك لوضع الموسيقى فى مصر الآن؟ - الموسيقى تنحدر إلى الهاوية بكل قوة، والقائمون على الموسيقى يتجاهلون الهوية المصرية الخالصة وسبل وآليات الحفاظ عليها، وبعد انتشار تكنولوجيا السموات المفتوحة استخدمت بشكل خاطئ، وأصبحت الموسيقى الآن «إلكترونيك»، وتراجعت الأغنية المصرية بعد ظهور كم كبير من اللاموهوبين على الساحة، فالآن الدراما تأتى بعد الأغنية، والكارثة أن شركات الإنتاج تتعاقد مع المطرب قبل كتابة المسلسل، والموهوبون الحقيقيون سواء فى الغناء أو التلحين أو الموسيقى التصويرية تراجعوا تماما، وتصدر الصفوف الأمامية اللاموهوبون. ■ كيف ترى ظاهرة المهرجانات الشعبية وبرامج اكتشاف المواهب؟ - المهرجانات الشعبية أكبر وباء أصاب مصر، والأمر راجع للظروف الاقتصادية، والجيل الحالى من الجمهور ظُلم غنائيا وطربيا، وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، عشنا 30 سنة «أسود من قرن الخروب»، والآن الأغنية العاطفية «راحت فى داهية»، والأغنية الوطنية تراجعت بشكل كبير، وفى التلحين لا أرى حتى الآن ملحنا موهوبا ومميزا من الجيل الجديد، وبرامج اكتشاف المواهب سبوبة وتخضع للتربيطات والشللية والدوافع السياسية. ■ «مصر رايحة على فين»؟ - متفائل للغاية بمستقبل مصر، بلدنا يمرض ولا يموت، وأنا ضد كل من يصدّروا للشعب الطاقات السلبية، وعلى المصريين اللجوء للتغير وتطوير الذات أولا «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

بليغ وردة والحب

أسعار العملات

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 30.8414 30.9386
يورو 33.1144 33.2311
جنيه إسترلينى 38.6967 38.8310
فرنك سويسرى 34.9241 35.0499
100 ين يابانى 20.5514 20.6202
ريال سعودى 8.2235 8.2498
دينار كويتى 100.0858 100.4336
درهم اماراتى 8.3968 8.4239
اليوان الصينى 4.2869 4.3013

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 4,114 شراء 4,149
عيار 22 بيع 3,771 شراء 3,803
عيار 21 بيع 3,600 شراء 3,630
عيار 18 بيع 3,086 شراء 3,111
الاونصة بيع 127,954 شراء 129,021
الجنيه الذهب بيع 28,800 شراء 29,040
الكيلو بيع 4,114,286 شراء 4,148,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 03:56 صـ
10 شوال 1445 هـ19 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:52
الشروق 05:24
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:25
العشاء 19:46

استطلاع الرأي