داعشي حقيقي في آلة الحرب الاسرائیلیة
قد تم اختیار أفیغدور لیبرمان، رئیس حزب «إسرائیل بیتنا» اخیرا من قبل بنیامین نتنیاهو، کخلیفة موشیة یعلون، لمنصب وزیر الحرب الاسرائیلي المحتل. واعلن لیبرمن فور تولیه لهذا المنصب عن سیاساته الحربیة التي کانت ترتکز علی الاعدام و القمع و الارهاب الاکثر للفلسطینیین و أکد علی هذه الاهداف: ۱. انهاء حکومة حماس في غزة، ۲. المصادقة علی قانون اعدام الفلسطینیین الذین يهجمون الصهاینة، ۳. استئناف عملیة بناء المستوطنات في الضفة الغربیة و مدینة القدس، و اقترح لیبرمان سابقا ان تولی هو هذا المنصب فسیعطي اسماعیل هنیة (نائب رئیس المکتب السیاسي لحرکة حماس) محض ۴۸ ساعة مهلة حتی یستعید جثمان الجنود الاسرائیليین الیه و یحرر اثنین من مدنییه المقبوض علیهما اي «ابراهام منغستو» و «هاشم السید». و ان لم یفعله فسیقوم باغتیال اسماعیل هنیة. قد قام البرلمان الاسرائیلي في اول رد فعل رسميّ لاختیار لیبرمان و ترحیبه به لتولي هذا المنصب، بالمصادقة علی قانون فحواه انه سیحاکَم الفلسطینیون بعد هذا في محاکم الکیان الاسرائیلي سواء کانوا من القوات العسکریة او من المدنیین و یمنع من محاکمة قواته تحت اي ظرف من الظروف و ان تبادر قواته الی قتل الفلسطینیین. قد اثار اجراء نتنیاهو في اختیار لیبرمان کخلیفة موشیة یعلون الکثیر من ردود الافعال داخل الاراضي المحتلة و خارجها حتی اعتبره الکثیر من وسائل الاعلام و السلطات المحلیة التابعة لهذا الکیان من احدی الاخطاء الکبیرة التي ارتکبها نتنیاهو. قال یواف لمور الخبیر العسکري في الصحیفة اسرائیل هایوم الاسرائیلیة في هذا الصدد: ان اختیار لیبرمان لمنصب وزیر الحرب الاسرائیلي یتم في وقت یحاول قادة الجیش الاسرائیلي للحیلولة دون وقوع حرب جدیدة و بالتالي تدهور الظروف في جبهة غزة. و هذا لانه لا تعیش الاراضی المحتلة في ظروف سیاسیة و امنیة داخلیة جیدة و ذلک بسبب وقوع صراعات حزبیة من جهة و من جهات اخری بسبب وقوع العملیات الاستشهادیة الفلسطینیة في الضفة الغربیة و ایضا تهدید حزب الله للقیام بالعملیات الانتقامیة التي تجری بعد اغتیال بدرالدین. من الضروري هنا ان نشیر الی بعض نقاط هامة من اجل تسلیط الضوء علی هذا الاختیار الامني الذي تم في الکیان الاسرائیلي
النقطة الاولی: استنادا الی تعلیقات المراقبین والمحللین انّ تولي اختیار لیبرمان لمنصب وزیر الحرب الاسرائیلي نظرا الی میزة تطرفه المتزاید سیسفر عن تصاعد التوتر المحتمل في المنطقة في ظل مؤشرات جدیدة. وربما یمکن ان تقدرالمصادر الامنیة و السیاسیة في الکیان الاسرائیلي بان دخول حزب الله في جبهة سوریا قد مهد افضل الظروف لاتخاذ سیاسة اکثر عداونیة في المنطقة سیاسة من المقرر ان یقودها لیبرمان المتطرف.
النقطة الثانية: ان ترحیب لیبرمان بخطة السیسی لاحیاء عملیة السلام في الشرق الاوسط یمثل موقفا اصطناعيا مخادعا تماما. في الواقع ان یقوم الکیان الاسرائیلي عبر الترحیب بهذه الخطة حتی بالقاء صدمة اصطناعیة في عملیة تسمی بعملیة السلام، فان اجراءه یهدف شغل اذهان العالم العربي برؤیة احلال السلام واقامة دولة فلسطینیة في حدود ۱۹۶۷ لمواصلة سیاساته التوسّعیة و القیام بمغامرات جدیدة في المنطقة. و قد اثبتت التجارب انه متی تشتغل الصهاینة بعملیة التفاوض و ادعاء استعادة السلام في جبهة واحدة تصعد في جبهة اخری نیران حربهم و اعتداءاتهم الی السماء.
اما النقطة الثالثة و الاخیرة: هي ان الولایات المتحدة قد حاولت مرارا عبر اعطاء امتیازات الی المحتلین حتی تمنع من وقوع ازمات اخری في المنطقة لکن اختیار نتنیاهو الجدید قد جعل حجرا کبیرا امام طریق تحقیق هذه الخطط.
