إيران تنتفض .. أجساد النساء مساحات للصراع وأحياناً رموز للثورة
كتب - أمل المصريميدانيلم تكن مشاركة النساء في السياسة، قبل العام ٢٠١١، حالة من "المقاومة" او "النضال النسوي" وحسب، بل في الواقع، ساهمت النساء بشكل كبير فى اندلاع الثورات فى بلدان الربيع العربي مثل مصر، تونس، ليبيا ، وحاليا طهران .
في هذه الدول، التي شهدت انتفاضات، والتي تنشط فيها النقابات، كانت النساء منظمات عماليات في النقابات والجمعيات المهنية.
فإضرابات الاساتذة في البحرين لعبت دوراً اساسياً في الانتفاضة هناك، وكانت جمعية المعلمين البحرينية محركاً اساسياً للنساء، قبل الانتفاضات، وخلالها، وبعدها. ففي البحرين للنساء موقع مهم في الاتحادات او المنظمات المهنية، ويمثِّلن قطاعي الصحة والخدمات البلدية، وفيهما كليهما كنَّ نشيطات، خلال الانتفاضة.
فى حين شهدت مدينة مهاباد مظاهرات عارمة لمواطنيها الأكراد ضد السلطات الإيرانية، التي تصدت بقوة للمحتجين، مما إدى إلى مقتل واصابة نحو 70 شخصًا حتى الآن، إضافة إلى مئات المعتقلين اضطرت معها السلطات إلى إعلان الطوارئ في المدينة.
وأفادت تقارير على شبكات التواصل الاجتماعي العربية والفارسية من إيران مصحوبة بالافلام والصور عن اندلاع انتفاضة واسعة في مدينة مهاباد باذربايجان الغربية (جنوب بحيرة اورومية)، بعدما حاول أحد عناصر وزارة المخابرات الإيرانية الاعتداء على موظفة شابة في فندق تارا اسمها "فريناز خسرواني" عمرها 26 عامًا، وهي خريجة معهد الحاسوب وموظفة في الفندق، في واقعة تشبه حادث الاعتداء على الضحية الراحلة ريحانة جباري التي اعدمها النظام مؤخرًا بعد طعنها لعنصر مخابرات حاول اغتصابها.
والضحية الجديدة فريناز قد حاولت، وهي في الطابق الرابع من الفندق، الهروب من الشرفة بعد أن حاول عنصر المخابرات الاعتداء عليها جنسيًا وادت محاولتها إلى سقوطها ومقتلها.
وإثر ذلك خرج أهالي المدينة من بكرة أبيهم احتجاجًا على هذه الإعتداءات والجرائم، وهاجموا الفندق واضرموا النار فيه، ثم توجهوا إلى مبنى مديرية المخابرات الايرانية التي يعمل فيها العنصر المعتدي وحاصروها، وخلال هذه الاحداث، خرجت المدينة عن سيطرة قوات النظام رغم انزال حشود منها وانتشارها في أحياء المدينة، التي مازالت تشهد اضطرابات يطالب فيها المحتجون بمعاقبة العنصر المخابراتي، مما اضطر السلطات إلى اعلان حال الطوارئ في المدينة.
وأدت الاشتباكات بين اهالي مهاباد وقوات الأمن الإيرانية إلى مقتل واصابة 70 شخصًا، واعتقال عشرات آخرين، واضرام النار في عدد من العجلات والدراجات النارية الحكومية.
وقد تضامن العرب في الأهواز وغيرها مع هذه القضية ، خاصة وأن ما حدث كان بالتواطؤ مع صاحب الفندق مقابل حصول فندقه على صفة خمسة نجوم؛ وفقا لرواية المتظاهرين الغاضبين.
وتعيد حادثة خسروي إلى الأذهان واقعة ريحانة جباري التي سبق أن تداول قصتها المغردون مؤكدين أن النظام الإيراني الطائفي (شيعي) أعدم الفتاة بعد طعنها عنصرًا من المخابرات حاول اغتصابها.
وعادة ما تتهم رجوي النظام الإيراني بمعاداة المرأة والتمييز ضدها، وقمع حقوقها، بينما يلجأ النظام لإظهار انفتاح على المرأة وتعيينها في مناصب دبلوماسية وقيادية في الوزارات، وهو ما تصفه رجوي بأنه إجراءات "شكلية".
ففي تونس، فالمناضلات العماليات يتمتعن بوجود قوي وقديم، في الحركة النقابية، ويدفعن الاتحاد التونسي العام للشغل نحو المزيد من التسييس. وذلك مع وجود وظهور قوي للنساء في قطاعات نقابية معينة للعمال وعاملات الرعاية الصحية، والاطباء والمعلمات، وغيرها من قطاعات الرعاية، التي تشتغل فيها النساء، في العادة.
وفي اليمن، وبالمثل، ففي الروابط والجمعيات المهنية التي تعمل كنقابات، والتي تميل الى احتواء اعداد كبيرة من المنتسبات النساء ، كانت النسوة فاعلات، في مروحة واسعة من القضايا، قبل الانتفاضة، وخلالها. وتأكيداً على هذا، فإن أحد الادوار التي لعبتها توكّل كرمان كان، بوصفها رئيسة لرابطة صحفيات، تحت اسم "نساء صحفيات بلا قيود"
وفي مصر، كثير من الاضرابات لعمال النسيج وعاملاته، في المحلّة، كانت تقودها نساء. ففي اضراب في العام ٢٠٠٦ فهناك ثلاثة آلاف امرأة أضربن، ودخلن إلى مركز الشركة، مطالبات زملاءهن من الرجال بالانضمام الى الاضراب.
توقف العمل تماماً في المصنع، ولثلاثة ايام اصبحت المنطقة مسرحاً لمسيرات ومظاهرات. وسرعان ما انتقل هذا الانتصار، ليس فقط الى باقي قطاع النسيج والغزل المضطرب، بل ايضاً الى قطاعات اخرى من الاقتصاد، والى موظفي الخدمة المدنية"وخلال اسابيع، اضربت مجموعة واسعة من العمال: «موظفو الخدمة المدنية، والسائقون، ومحاسبو المترو ومترو الانفاق، وعمال الاسمنت، وعمال القمامة، والصيادون، وحتى جباة الضرائب العقارية» والعديد منهم استطاعوا تحصيل تنازلات من قبل الادارة.
فاجساد النساء كانت بالمعنى الحرفي مساحات للصراع في بعض الاوقات كمواضيع للعنف الجنسي وغير الجنسي، وفي اوقات اخرى كرموز للثورة، او الشرف الوطني، او كتعبير عن فساد النظام القديم، أو الجديد.