قصة «البحيصي».. درس 13 عاما في العناية المركزة وتوفى بعد تخرجه بيوم!
ميدانييعتبر الفلسطيني ناصر البحيصي، رمزا للأمل والصمود كما أطلق عليه أصدقاؤه في الجامعة، حيث لم يمنعه العجز من اللحاق بمراتب العلم العليا، فأخذ يقاوم ويقاوم على فراش المرض حتى درس أفضل فروعه، ملتحقا بجامعة الأزهر، لكن "جاءت الرياح بما لم تشتهي السفن"، فلم يلبث أن تخرج الولد الشاب من الجامعة إلا وقد وافته المنية في اليوم الثاني في صدمة لأهله وأصدقائه.
وفي عام 2006 تعرض البحيصي البالغ من العمر 22 عاما، لحادثة مفجعة وهو طفل في التاسعة من عمره، فقد على إثرها القدرة على تحريك جسده كاملا، نتيجة إصابته بشلل رباعي، ليمكث بعد ذلك على أحد الأسرة في غرفة العناية المركزة، داخل مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، ويصر على إكمال تعليمه حتى أن حصل على شهادته الجامعية ليلة الخميس الماضي، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
وما جعل البحيصي أكثر بطولة هو أنه لم يتحرك خارج سريره أو يغادر غرفته تماما لمدة 13 عاما، خلال دراسته منذ الطفولة وحتى الجامعة.
ونقلت وسائل إعلام فلسطنية الخميس الماضي، صورة البحيصي وهو في قمة فرحه عندما توجه إليه وفد من الجامعة، على رأسهم الدكتور عبد الخالق الفرا، رئيس الجامعة، والدكتور صادق أبو سليمان، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتور محمد نجم، عميد كلية الشريعة؛ داخل غرفته لتسليمه شهادة تخرجه بدرجة بكالريوس في الشريعة الإسلامية، لكن لم يهنأ البحيصي بشهادته سوى يوم واحد ليخطفه الموت في اليوم الثاني بعد صراع مرير مع المرض.