فتحت الصحفية الأرجنتينية، مارسيلا أوخيدا، حسابها على تويتر وكتبت «أيتها النساء، ألن نتحدث بجرأة؟ إنهم يقتلوننا». وفي اليوم نفسه، وبعد ساعات فقط من اكتشاف مقتل تشيارا بايز ،وهي فتاة عمرها 16 عاما من إقليم «سانتا في» في الأرجنتين، انطلقت حركة تحمل شعار «ني أونا مينوس»، والذي يرفض فقدان أي امرأة. سوف يتردد الشعار ليس فقط في الأرجنتين، بل حول العالم، كصرخة حاشدة للمؤيدين خلف إضراب عالمي للنساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة . وتشمل فعاليات الغد مسيرات واحتجاجات في أكثر من 40 دولة بأنحاء قارات الأمريكتين وأوروبا وآسيا، من بينها الأرجنتين وأستراليا وبوليفيا وكوستاريكا وألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية والمكسيك وباكستان وبولندا وروسيا والسويد وتايلاند والولايات المتحدة. ودعا المنظمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى «صيغة مفتوحة» للاحتجاج، حيث من الممكن أن تضرب النساء عن العمل أو الأعمال المنزلية ليوم كامل أو لساعة واحدة، ويمكن أن يرتدين الملابس السوداء أو يقاطعن «أشخاصا محليين معينين ممن يكرهون المرأة» أو حتى يمتنعن عن التسوق أو ممارسة العلاقات الحميمة. بدأت خطط إضراب النساء في بولندا في أكتوبر، عندما دخلت النساء في إضراب ليوم واحد للاحتجاج على مشروع قانون لتجريم الإجهاض. وحذت النساء في الأرجنتين حذوهن بعدها بأسبوعين بسبب موجة شملت سبع جرائم قتل ارتكبت بحق سيدات وفتيات. ووحد الناشطون في البلدين جهودهم للدعوة إلى إضراب على مستوى العالم في الثامن من مارس. وكتب المنظمون البولنديون لحركة «ني أونا مينوس: نوت وان وومان ليس، نوت وان مور ديث» (لا لفقدان أي امرأة، لا لجريمة قتل إضافية) الأرجنتينية -حسب موقع إضراب النساء العالمي (Parodemujeres.com)- :«أفضل ما يمكن أن نفعله هو الخروج تضامنا مع النساء الأخريات لأننا نعيش الظروف نفسها :تعزيز قوى للعنجهية وسط أزمة عالمية». وأضافوا :«كل دولة لها أسبابها، لأن استبداد الرجل له الكثير من الأوجه المختلفة»، ومن بين مطالب المنظمين إنهاء جرائم القتل بحق النساء وإنهاء العنف ضد النساء والمساواة في فرص التوظيف والأجور ووضع سياسات للصحة الإنجابية والجنسية وعدم تجريم الإجهاض، ويبدو أن تلك المطالب تلقى صدى لدى النساء في الأرجنتين. ورغم أن الأرجنتين لا تقوم بجمع إحصائيات رسمية للعنف ضد النساء، ذكرت منظمة «لا كازا ديل إندوينترو» غير الحكومية إن 290 امرأة قد قتلن في الأرجنتين عام 2016، أي أن الدولة قد شهدت مقتل امرأة كل 30 ساعة. وتسببت جرائم قتل النساء في تحويل 401 طفل ومراهق إلى أيتام، حسب المنظمة، ويقول المنتقدون إن الحكومة لا تبذل الجهود الكافية لمواجهة هذه الجرائم. وقالت مديرة مكتب الأرجنتين في منظمة العفو الدولية ،ماريلا بلسكي، لوسائل الإعلام مؤخرا :«لقد تجنبت جميع الحكومات الأرجنتينية الأجندة الخاصة بالمرأة». كما قال الخبير الاقتصادي الأرجنتيني مرسيدس داليساندرو ،مؤلف كتاب «فيمينيست إيكونوميكس» (الاقتصاديات النسائية) إن الميزانية المخصصة للمجلس القومي للمرأة قد تدنت إلى 0.45 دولار للمرأة فقط- وفي عام 2016، أنفق المجلس أقل من 15% فقط من ميزانيته. وتمثل النساء 22% فقط من المسؤولين البارزين في حكومة الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، رغم أن عدد النساء في الدولة يمثل نصف تعداد السكان، حسب تقرير لجامعة سان مارتن الوطنية.