فتوى «سعد الهلالي» تثير الجدل حول الأضحية بالطيور !!
محمد صالحميدانينشبت حالة من الجدل والنقاش الحاد بين عدد من الإسلاميين قبل أيام من عيد الأضحى، حول فتوى الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، بجواز الأضحية بـ"دجاجة" أو أي طيور عامة، حيث أيد هذه الفتوى البعض فيما حرمها آخرون، مؤكدين أن الأضحية تقتصر على الأنعام والأغنام والماعز.
فتوى الهلالى في البداية أفتى الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بجواز ذبح الفقراء الطيور كالدجاجة مثلا كأضحية فى عيد الأضحى المبارك، لعدم تمكنهم من ذبح المواشي في العيد، وذلك من أجل الحصول على ثواب الأضاحي.
وفي السياق نفسه، أيد الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، فتوى الدكتور سعد الدين الهلالي بجواز ذبح طيور كأضحية فى عيد الأضحى، موضحاً أن فتوى الهلالى هدفها تيسير الدين للمسلمين.
وأضاف أن الأضحية، الشأن فيها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنه بكل وبر من أوبارها وبكل صوفة من أصوافها وكل شعرة من أشعارها حسنة"، واستدل الفقهاء على أنها لا تجوز ولا تجزأ إلا من البقر والجاموس والماعز والغنم والإبل، ولكن لا مانع من أن يضحى الإنسان بالطيور، مستدلاً بقول سيدنا بلال رضى الله عنه: "لا أبالي أن ضحيت بديك".
التضحية بالطيور لم ترد في القرآن ولا السنة وفي المقابل قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الحديث حول جواز ذبح الطيور كأضحية من الفقير لم يرد فى أية من القرآن أو الحديث النبوى، موضحًا أن الإسلام حدد أصناف الحيوانات مثل البقر والغنم والماشية كى يستطيع الأغنياء توزيع اللحوم على الفقراء.
وأضاف عضو مجمع البحوث الاسلامية، في تصريح، أن إجازة الفقراء ذبح الطيور يحرمهم من الحصول على اللحوم من الأغنياء، كما حددها الإسلام، كما أنه ليس من الحكمة الحديث حول إجازة ذبح الطيور للفقراء لأن الإسلام طالب الاغنياء بذبح الأضاحى للتوزيع على الفقراء.
ومن جانبه، قال الشيخ أسامة القوصي الداعية الإسلامي، إن فتاوى جواز ذبح الفقراء للطيور كأضحية للعيد خاطئة قطعًا، فلا يجوز ذبح الطيور كأضحية أما كصدقة فلا مانع، مضيفاً: "الدكتور سعد الدين الهلالى شخصية مستنيرة إلى حد كبير جدًا، وهو يعرض آراء الفقهاء ولا يلزم أحد بأخذ رأى محدد".
وأضاف "القوصي: "المسألة الفقهية فى الأضحية التي أتبناها هى أن تكون الأضحية بالأنعام"، مستشهدًا بقول الله تعالى: قوله: "ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئونى بعلم إن كنتم صادقين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدى القوم الظالمين".
وقال: "الأنعام المذكورة فى الآية هتى التى يضحى بها وتقدم هدية فى الحج، أما الطيور والحيوانات الأخرى كالأرانب والغزال لا تصلح للأضحية ولكنها تصلح لتصدق بها، أما الأضحية فمقصورة على الأنعام".