يقول تقرير منظمة الصحة العالمية إن الأطفال ليسوا معرضين بشكل كبير لخطر الإصابة بفيروس كورونا الذي تفشى في العديد من الدول منذ 3 أشهر، لكن بعض الأطباء يعارضون المنظمة.

ويشير تقرير صادر عن قادة الصحة العامة الدوليين إلى أن الأطفال ليسوا معرضين بشكل خاص للفيروس الذي أصاب حتى الآن أكثر من 100 ألف شخص وقتل أكثر من 3500 في جميع أنحاء العالم.

وفقًا لتقرير أصدرته المنظمة من الصين الشهر الماضي، فإن الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا يعانون من "معدل هجوم منخفض نسبيًا" من الفيروس، بحوالي 2.4%.

ووجد العلماء أن الفيروس "معتدل نسبيا" بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 19 عامًا، حيث أن 2.5% فقط من الحالات المبلغ عنها تتطورت إلى"مرض شديد"، و 0.2% تتطورت إلى "مرض خطير"، وفقاً لموقع (يو.اس توداي) الأمريكي.

وقال المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في تقرير صدر في 24 فبراير الماضي، إنه لا يوجد أطفال في الصين دون سن التاسعة توفوا بسبب العدوى.

الأطباء بين مؤيد ومعارض
ولكن اختلف بعض الأطباء على تقرير المنظمة والمركز، ومنهم الدكتور جون ويليامز، رئيس قسم الأمراض المعدية لدى الأطفال في مستشفى بيتسبيرج للأطفال في "يو بي إم"، الذي قال إنه من غير المرجح أن يكون الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد.

وتابع: "لا توجد بيانات تخبرنا بمدى احتمال إصابة الأطفال بـ COVID-19 لأن جميع الفحوصات تقريبًا تكون في مرضى المستشفى ونادرا ما يتم إدخال الأطفال إلى المستشفى بسبب المرض".

كما وافقه الدكتور روبرت فرينك، المدير الطبي لقسم الأمراض المعدية في المركز الطبي بمستشفى سينسيناتي للأطفال، وقال: "من غير المعروف عن الفيروس أن يقول بشكل قاطع ما إذا كان الأطفال أقل عرضة للإصابة".

وأضاف: "لقد تم تطوير تعريف فيروس كورونا COVID-19 لأنه أصبح مرض أكثر حدة، لذلك لا أعتقد في هذا الوقت أننا نعرف احتمال إصابة الأطفال بـ COVID-19 أو الإصابة بأمراض أكثر اعتدالًا".

ومع ذلك فقد خالفهما الدكتور غاريت هنت، وهو طبيب أمراض معدية للأطفال في مستشفى نيشنوايد للأطفال الأمريكية، حيث قال إن معدل الإصابة المنخفض بين الأطفال يبدو متسقًا مع ما هو معروف عن فيروس كورونا والسارس والفيروسات التاجية الأخرى ذات الصلة بأمراض الجهاز التنفسي.

الأسرة والعدوى
وفي الصين، تشير نتائج مهمة من منظمة الصحة العالمية إلى أن انتقال COVID-19 إلى الإنسان يحدث بشكل كبير داخل الأسرة، فقد تم التعرف على الأطفال في مدينة ووهان الصينية -مركز انتشار الفيروس- حتى 24 فبراير من خلال البحث عن عائلاتهم.

وقال فرينك: "انتشار الفيروس داخل الأسرة أمر شائع بسبب الاتصال الوثيق والمتكرر داخل العائلات"، ومن الشائع أيضًا نشر الفيروس عن طريق الاتصال بسطح ملوث، مثل سطح مكتب العمل.

معدل أعمار الإصابة والوفاة
ومن بين أكثر من 60 ألف حالة مؤكدة مختبريًا تم الإبلاغ عنها اعتبارًا من 20 فبراير، يبلغ العمر الوسيط للمصابين بالفيروس 51 عامًا، وتحدث غالبية الحالات بين 30 و 69 عامًا.

والأشخاص الأكثر تعرضًا للمضاعفات والموت بسبب الفيروس هم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين يعانون من أمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان.