في ذكرى ميلاده.. أبرز محطات حياة الشيخ إمام «أول سجين بسبب الغناء»
ميدانيتحل اليوم الذكرى الـ101 على ميلاد الشيخ إمام الذي ولد في 2 يوليو 1918 بقرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة لأسرة فقيرة، وكان أول من يعيش لها من الذكور بعد موت 7 أشقاء، ثم تلاه أخ وأخت.
• الطفولة والإصابة بالعمى
عاش إمام، طفولة قاسية بعدما أصيب في السنة الأولى من عمره بمرض «الرمد الحبيبي»؛ وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية.
وعانى إمام من قسوة والده، الذي كان يريد أن يراه شيخًا كبيرًا، بعكس والدته التي كانت بمثابة النبع الذي ارتوى منه بالحنان في طفولته التي قضاها في حفظ القرآن، وكان يندس في مواسم الأفراح والحج؛ ليستمع إلى الغناء فنشأ صاحب أذن موسيقية.
• وفاة والدته وفصله من الجمعية الشرعية
كان «إمام» محبًا للاستماع إلى الشيخ محمد رفعت، وكان الاستماع للإذاعة بدعة ومن الممنوعات في الجمعية الشرعية التي ألحقه والده بها، وبالرغم من أنه كان يستمع للقرآن إلا أن الجمعية قررت فصله بالإجماع.
وعنفه والده وقام بضربه وإهانته، وحذره من العودة لقريته مرة أخرى نظرًا للجريمة التي اقترفها وتسببت في فصله.
وبعد وفاة والدته التي كانت أعز ما لديه في الدنيا، لم يتمكن من تشييع جثمانها إلى مثواها الأخير، وبالفعل لم يعد لقريته إلا بعد وفاة والده.
• التحول ودخول عالم الفن
تعرف في منتصف الثلاثينيات على الملحن زكريا أحمد، الذي استعان به في الحفظ لكونه ملولًا، لا يحب الحفظ واستمر «إمام» في العمل معه طويلًا، ولكن عندما بدأت ألحانه تتسرب قبل أن تغنيها أم كلثوم، قرر الاستغناء عنه.
وكانت لهذه الواقعة أثرًا كبيرًا في تحويل دفة حياة الشيخ إمام، واتجه إلى العزف والتلحين وابتعد عن قراءة القرآن، وتحولت ملابسه إلى مدنية بدلًا من الأزهرية.
والتقى عام 1962 بالشاعر أحمد فؤاد نجم، رفيق دربه، وأعجب كلاهما بالآخر وتأسست شراكة دامت لسنوات طويلة، والتف حولهما المثقفون والصحفيون وذاع صيت الثنائي، ومن أشهر أغانيهم «أنا أتوب عن حبك أنا»، و«عشق الصبايا»، و«ساعة العصاري»، وانضم لهم عازف الإيقاع محمد على.
• أول سجين بسبب الغناء
تأثر كغيره من المصريين بهزيمة حرب يونيو 1967، وسادت نغمة السخرية والانهزامية بعض أغانيه، وانتشرت القصائد كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، واستوعبت الدولة الشيخ وفرقته في البداية لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الأغاني على الأحكام التي برأت المسؤولين عن الهزيمة.
قُبض عليه هو و«نجم» وتم محاكمتهما بتهمة تعاطي الحشيش عام 1969، ولكن القاضي أطلق سراحهما، وظلا ملاحقين أمنيًا حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.
• حفلات في الخارج ورحيل في صمت
قضى «إمام» و«نجم» الفترة من هزيمة يونيو حتى نصر أكتوبر في الانتقال من سجن إلى آخر، وغنى خلال هذه الفترة أغنيته الشهيرة «شيد قصورك»، وتم الإفراج عنهما بعد اغتيال الرئيس أنور السادات.
وتلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات فرنسا، وتلاها عدة حفلات في الدول الأوروبية والعربية والتي لاقت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا.
وبعدما تجاوز السبعين توفي إثر العزلة والاعتكاف في حجرته المتواضعة بحي الغورية في 7 يونيو تاركًا خلفه أعمالًا فنية نادرة.