علماء أعصاب يؤكدون: ابتسامة الموناليزا «ليست حقيقية»
ميدانيلا تزال الدراسات تتحرى سر غموض ابتسامة الموناليزا، أحد أشهر اللوحات على المستوى العالمي، وما زال سر ابتسامتها التي تتضح أكثر فأكثر، كلما ابتعدت عن اللوحة، غامضًا حتى الآن، فمنذ أبدعتها ريشة الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي في القرن السادس عشر، وهي لوحة أثارت فضول الآخرين، كما أثارت إعجابهم أيضًا لتظل منذ اللحظة الأولى لاكتشافها أكثر اللوحات الفنية جمالًا وجدلًا.
وترجع شهرة لوحة الموناليزا إلى تعابير وجهها وابتسامتها الغامضة وبراعة دافينشي في عكس هذا الغموض الأنثوي بريشته، وهل هي سعيدة حقًا أم أن وراء ابتسامتها الساحرة سرًا لم يتمكن أحدهم من اكتشافه، وبحسب موقع «medicalxpress» أكد فريق دولي من علماء الأعصاب أن ابتسامة الموناليزا الغامضة ليست حقيقية، ورجحوا أنها مصطنعة أو قسرية.
واستند البحث التي أجراه فريق دولي من الباحثين بالتعاون مع جامعة «سانت جورج» الواقعة في العاصمة البريطانية لندن، إلى تطبيق مبادئ علم النفس العصبي على اللوحة الأكثر شهرة في العالم لتحري ما مدى حقيقة تعابير وجهها من خلال اختبار عصبي يدعي «chimeric faces test» وهو اختبار معني بقياس مشاعر تلك الوجوه التي يعبر فيها النصف عن مشاعر إيجابية أو سلبية فيما يُظهر النصف الآخر منها مشاعر محايدة، عبر آلية تقسيم الوجه إلى نصفين متساويين بشكل عمودي وصولًا إلى الفم وطرح أحد النصفين أمام مرآة للكشف عن مدى حقيقة المشاعر التي يبرزها أمام العيان وفقًا لنظريات علم النفس العصبي.
وأظهرت نتائج البحث استحالة كون ابتسامة الموناليزا حقيقية ، بل هي إما ابتسامة قسرية أُجبرت عليها نتيجة طرحها لعدة ساعات لإتمام اللوحة، أو مصطنعة استلهمتها ريشة دافنشي من خلال استخدام تقنيات علم التظليل عبر رفع تقويس الشفتين، وإضافة طيات حول العينين لتظهر كابتسامة حقيقة لكنها ليست كذلك، بل هي ابتسامة «غير متماثلة»، وبالتالي ليست حقيقية، كما لا ينطبق عليها ما يُعرف بـ«ابتسامة دوشين» العفوية الحقيقة.
وتعد لوحة الموناليزا أشهر أعمال الإيطالي ليوناردو دافنشي (1503: 1516)، وأشهر اللوحات الفنية على المستوى العالمي، وهي لوحة استخدم فيها دافنشي تقنية استحدثها بتصوير المرأة المرسومة من الجانب والأمام معًا مما أعطاها طابع ثلاثي الأبعاد، وظلت السيدة المرسومة بلوحة دافنشي منذ اكتشافها قبل خمسة قرون سرًا غامضًا فلا أحد يعرف من هي على وجه التحديد فالبعض يدعي أن دافنشي رسم النسخة المؤنثة منه والبعض يدعي أنها والدته والبعض لآخر يدعي أن عابرة ألهمت مخيلته، فيما يقول المؤرخ الإيطالي جوزيبي بالانتي الذي ظل يبحث لنحو 25 عامًا في وثائق وشهادات زواج تعود للقرن السادس عشر، أنها لوحة لزوجة تاجر الحريرالإيطالي، فرانسيسكو ديل جيوكوندو، الذي كان على علاقة وطيدة بليوناردو دافنشي.
وكما اتسمت هوية صاحبة اللوحة بالغموض الذي شغل المؤرخين على مر العصور، أثارت ابتسامتها علماء الهندسة والطب وعلم النفس العصبي؛ إذ لم تكن هذه الدراسة أولى الدراسات التي أٌجريت على ابتسامة الموناليزا الغامضة، بل اٌجريت العديد من الدراسات وتباينت النتائج بين مؤكد لها ومشككًا في طبيعتها.