معرض الجانب الشرقي.. كيف حول الفن جدار برلين العازل لمنطقة سياحية؟
كتبت سارة أحمد محمدميدانيمعرض الجانب الشرقي، هو ماتبقي من جدار برلين، الذي تحل ذكرى انهياره اليوم، ويُعد أحد المعالم الأثرية في مدينة برلين الألمانية، وفي أوروبا بشكل عام، حيث يُعد آخر جزء تبقى من الجدار الذي كان يفصل ألمانيا الشرقية عن الغربية، هو أطول متحف مفتوح بطول 1.3 كيلومتر، ويضم عددا كبيرا من الأعمال الفنية واللوحات الشعبية.
الجدار هدم في نوفمبر عام 1989، وفي فبراير 1990، شرع حوالي 118 فنانًا من 21 دولة حول العالم، بالرسم على ماتبقى من الجدار ومع نهاية العام نفسه ضم الجدار 100 صورة، وتحول إلى منطقة سياحية تستقطب السياح من كل أنحاء العالم.
المعرض وثق الأحداث التي رافقت انهيار النظام في ألمانيا الشرقية ووحدة البلاد، والذي أُسس في أعقاب الإندماج بين جمعيتي الفنانين الألمان VBK و BBK، وتم إدراجه عام 1991 على قائمة التراث العالمي.
يمتد المعرض عبر مواقع كانت قديمًا تتمركز فيها دوريات المراقبة التي كانت لديها أوامر بإطلاق النيران على من يحاول التسلل من ألمانيا الشرقية إلى جمهورية ألمانيا الغربية.
المعرض الشرقي يضم عددا من الصور تحظى بشعبية كبيرة لدى الألمان، ويُعد أشهرها "القبلة الودية"، التي تُجسد القبلة الشهيرة بين زعيم ألمانيا الشرقية إريش هونكر وزعيم الحزب الشيوعي ليونيد بريجنيف، والتي تحمل توقيع الفنان الروسي ديمتري فروبيل، وأصبحت تحظى بصدى عالمي.
المعرض تعرض للضرر الشديد بسبب التآكل وأعمال التخريب، وفي عام 2000 أقدمت منظمة غير ربحية على إعادة ترميم جزء كبير من اللوحات التي دُمرت، إلا أن تواجد المعرض في الهواء الطلق، يُلزم وجود عمليات ترميم بشكل مستمر، ففي عام 2008، تمت إزالة الأعمال الفنية بالكامل من على الجدار، وأعيدت إليه بعد انتهاء عمليات الترميم والتجديد بعد الحصول على موافقة من الفنانين.
وفي عام 2013 بدأت عمليات هدم أجزاء من الجدار من قبل الحكومة الألمانية؛ لبناء شقق سكنية في تلك المنطقة، ووقعت احتجاجات شعبية واسعة، إلا أن تلك الاحتجاجات لم تفلح في إيقاف خطط البناء، ووصل اليوم مجموع البناء حوالي 80% من مجموع تلك الشقق.