كشفت صحيفة "الحياة" اللندنية عن أسباب رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس حضور اجتماع واشنطن الذى دعا إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنه أعلن أنه حربه الآن مع الإدارة الأمريكية. 

وأشارت الصحيفة إلى أن أبو مازن رفض «مجرد قراءة» الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى السلطة الفلسطينية للمشاركة في اجتماع واشنطن لـ «إنقاذ غزة» أمس الأول، في وقت اعتبرت السلطة أن الاجتماع يمهد لتطبيق «صفقة القرن» الأمريكية الرامية إلى إقامة دولة مركزها قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية وإيجاد قيادة بديلة. 

وقاطعت السلطة اجتماع واشنطن الذي دعا إليه جاريد كوشنير صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الخاص، والمبعوث الخاص لعملية السلام جيسون جرينبلات، وحضره ممثلون عن اللجنة الرباعية الدولية، والاتحاد الأوروبي. 

وقدّم كوشنير في الاجتماع شرحًا مفصلًا عن الأوضاع الإنسانية في غزة استغرق ساعتين كاملتين، وأُقرت خلاله سلسلة مشاريع حيوية في غزة، خصوصًا في قطاعات الطاقة والمياه والمجاري. 

وفي إطار رد الفعل الفلسطيني على الاجتماع، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إنه «محاولة لإيجاد قيادة بديلة للشعب الفلسطيني» تمهيدًا لتمرير «صفقة القرن»، موضحًا: «ما حدث في البيت الأبيض هو حديث عن دولة غزة»، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية رفضت المشاركة في اللقاء لمعرفتها بالهدف من ورائه. 

وكشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ «الحياة» في غزة أن عباس «رفض رفضًا قاطعًا المشاركة في اجتماع واشنطن»، كما «رفض مجرد قراءة الدعوة التي وجهتها إدارة ترامب للسلطة عبر رئيس هيئة الشئون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ». 

وأوضحت أن عباس قرر منذ فترة «التفرّغ لمقارعة الإدارة الأمريكية» عقب قرار ترامب قبل 100 يوم الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، ونقل سفارة بلاده إليها منتصف الشهر المقبل تزامنًا مع نكبة فلسطين عام 1948.

وأضافت المصادر أن عباس، الذي بدا عليه الإعياء أخيرًا، أبلغ قيادات فلسطينية من فصائل منظمة التحرير، أنه «يخوض الآن معركة مع الولايات المتحدة، ويؤجل المعركة مع إسرائيل إلى حين». وأشارت إلى أن لدى الرئيس الفلسطيني «قناعة بأن الإدارة الأمريكية سترد على كل الخطوات والقرارات» التي اتخذها، وأهمها مقاطعة إدارته وعدم التعاطي مع أي مشاريع أو اقتراحات منها، ورفض «صفقة القرن». 

ولفتت إلى أن عباس يتوقع أن «تسعى الإدارة إلى إنهاء السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة الأكثر خطورة».